انساقت المملكة العربية السعودية ممثلة بالرجل الأقوى ولي ولي العهد محمد ابن الملك سلمانالطامح للعرش والذي لا يخوض غير معركة واحدة وهي التخلص من ولي العهد محمد بن نايف، نقول انساقت وراء مغامرات محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات بعد الإطاحة بشقيقه “خليفة”.
ويبدو ان خطط ابن زايد قد نجحت بإقحام كل الأسلحة السعودية في معركته مع قطر بانقلاب شديد الخطورة تشهده المملكة التي اعتمدت لعقود سياسة هادئة في تعاملها مع أزمات المنطقة.
ولم يدرك العقلاء بمملكة آل سعود ان اقحام رجال الدين في هذه الحرب القذرة سيفقدهم مصداقيتهم عند متابعيهم، فلا يعود لهم اي تأثير بعد ان يستمع المتابعون لفتاوي تجيز محاصرة ومقاطعة دولة جارة مسلمة واعتبار ذلك من مصلحة المسلمين دون تقديم مبررات حقيقية تختلف عن مبررات الدول الأربع المقاطعة وجميعها يمثل الثورات المضادة ضد أحلام وتطلعات الشعوب بالحرية والعدالة الإجتماعية.
ويبدو واضحاً ان ضغوطاً مورست على علماء السعودية مما دفعهم للإنسياق في حملة شيطنة قطر بإعتبارها العدو وليس إيران وليس إسرائيل التي تنضم إلى حلفهم الجديد. غير ان حكام السعودية لم يدركوا أنهم يطلقون الرصاصة الأخيرة على علمائهم وانهم فقدوا احترامهم بعد ظهورهم كشيوخ السلاطين الخاضعين لإرادة الشاب الطامح للعرش.
وليس رجال الدين وحدهم، فها هم إعلاميو السعودية ينافسون قذارة الإعلام المصري في أقلامهم المستنفرة كذباً وتزويراً وحمدا للأمير وحاشيته حتى تغلبوا على إعلاميي العسكر في مصر ووصلوا إلى مرحلة يرثى لها من الإسفاف والإنحطاط.
وليس بعيداً عن ذلك لجأت السلطات السعودية أيضا إلى تسخير الفن في الهجوم على قطر وشيطنتها. تحول “ناصر القصبي” ان لم يكن كذلك من قبل إلى قذيفة من قذائف ابن سلمان الذي حرص أن يفقد هذا الفنان أيضا مصداقيته ويجعله محل سخرية المشاهدين لدرجة الإسفاف الذي وصل إليه حين قرر أن يتلقى أوامره من غرفة قيادة المؤامرات على جارتهم قطر.
وماذا بعد؟
لا أحد يعرف أين ستؤول هذه الحرب التي فاجأت العرب وكشفت لهم فعلاً الوجه الحقيقي للأنظمة العميقة والثورات المضادة التي انفقوا عليها المليارات لمنع أي ثورات تطيح بعروشهم. والأدهى من هذا كله أنهم يرفضون أي إصلاح ولا يرون الشعوب إلا قطيع أغنام يقودهم ابن زايد عبر حلفه مع الصهاينة.
سيمضي بعض الوقت حتى يكتشفوا أنهم يلعبون بالوقت الضائع وان الساعة لن تعود عقاربها إلى الوراء وان الثورات ان خفتت ستعود لتندلع من جديد ذلك لأن أسبابها ليست فقط قائمة بل تتفاقم يوما بعد آخر ولا علاقة لقطر من قريب أو بعيد بتلك الأسباب سوى أن قناتها “الجزيرة” تنقل صوت الثوار.
(وطن – خاص)