ترامب ينتصر لمنطق الدوحة بضرورة التفاوض و«يربك» اجتماع القاهرة و«تويتر» يشتعل بتغريدات ساخرة
بعد 12 يوما من المهلة التي حددتها الدول المقاطعة لقطر للرد على مطالبها الثلاثة عشر، ورسائل التهديد والوعيد باتخاذ «قرارات عقابية قاسية» في حال عدم الانصياع، خرج وزراء الخارجية لدول الحصار الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) من اجتماع القاهرة، ببيان ختامي «سلبي»، خلا تماماً من أي إجراءات «عقابية» في حق الدوحة، بعد ساعات طويلة من النقاشات المغلقة، وتذرع «المحاصرون» للدوحة بالحاجة إلى مزيد من الوقت لاتخاذ قرارات غير متسرّعة في اجتماع المنامة المقبل، من دون تقديم موعد لانعقاده!
وقد أثارت نتائج «قصر التحرير» في القاهرة موجة سخرية عارمة من قبل القطريين على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين رجحت قراءات سياسية وإعلامية أن يكون الاتصال الهاتفي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد «أربك» دول الحصار، و «شلّ» قدرتها على إعلان أي قرارات عقابية ضد قطر، بعد أن فرض عليها ترامب ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات الجدية جنبا إلى جنب مع قطر، للتوصل إلى حل للأزمة، الأمر الذي يعدّ انتصاراً لافتا للدبلوماسية القطرية التي ما فتئت تطالب منذ اليوم الأول من الحصار بضرورة الاحتكام لمنطق «الحوار» بدلا من منطق التهديد، والاتهامات الفاقدة لأدلة مقنعة.
وبعد ساعات طويلة من انتظار الصحافيين للمؤتمر الصحافي، ووسط ترقب عالمي للنتائج التي سيخرج بها وزراء خارجية الدول الأربع، عقب اجتماع على مستوى مدراء المخابرات، خرج الوزراء ببيان مشترك، خلا تماما من أي إجراءات عقابية ضد قطر، خلافا لكل التهديدات التي أطلقوها في حال لم تنصع قطر لمطالبهم الثلاثة عشر خلال 10 أيام، قبل أن يتم تمديد المهلة، بناء على طلب من أمير الكويت.
وقد أعرب وزراء خارجية السعودية عادل الجبير، ومصر سامح شكري، والإمارات عبد الله بن زايد، والبحرين خالد بن احمد بن محمد آل خليفة عن أسفهم إزاء الرد القطري على مطالب الدول الأربع، التي تشمل إغلاق قناة «الجزيرة».
ووصف البيان الصادر عن اجتماع الوزراء الأربعة الذي تلاه وزير الخارجية المصري سامح شكري الرد القطري على هذه المطالب بأنه «سلبي» بما يعكس «عدم الجدية» من جانب قطر.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن مقاطعة الدول العربية الأربع لدولة قطر ستستمر إلى أن تعدل الدوحة سياستها إلى الأفضل. وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي مشترك «هناك مقاطعة سياسية ومقاطعة اقتصادية… المقاطعة ستستمر إلى حين تعدل قطر سياستها إلى الأفضل».
ورداً على سؤال حول الإجراءات المتوقعة ضد قطر، قال الجبير: «لنا الحق السيادي في اتخاذ الاجراءات وفقا للقانون الدولي، وسوف نتخذها في الوقت المناسب بعد التشاور بشأنها».
وفيما يتعلق بالموقف التركي والإيراني إزاء الأزمة قال الجبير «نأمل ونتمنى أن تستمر تركيا على الحياد… إيران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم».
من جهته، قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إن قرار تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي سيصدر من المجلس وحده.
وأضاف: «الإخوان المسلمون أضروا بمصر واستباحوا دماء الشعب المصري وأضروا بدولنا وعلى هذا الأساس نعتبرهم منظمة إرهابية».
من جانبه، أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري عن استمرار التشاور بين الدول الأربع مصر والسعودية والبحرين والإمارات بشأن الموقف من دولة قطر.
وقال شكري إن «الدول الداعية لمكافحة الإرهاب اتفقت على استمرار التشاور وعقد الاجتماع القادم في المنامة في البحرين».
وأوضح أن الدول الأربع أكدت على ضرورة إنهاء كل أشكال دعم وتمويل الإرهاب، مشدّداً على أن موقف الدول المجتمعة يقوم على الالتزام بالاتفاقيات الدولية واتفاقيات مكافحة الإرهاب»، في حين اعتبر وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن «قطر لا تهتم بأشقائها بقدر ما تهتم بالإرهاب والتطرف».
وقال الوزير الإماراتي: «لم نجد إلى اليوم أي بوادر حقيقية حتى بعد الرد بالأمس.. أي بوادر حقيقية من دولة قطر أنها مهتمة بأشقائها ومحيطها كما هي مهتمة بالتطرف والتحريض والإرهاب».
وإلى حين صدور تعليق رسمي من المسؤولين القطريين، فقد أثارت نتائج اجتماع القاهرة، والبيان لوزراء خارجية دول الحصار، ردود أفعال ساخرة من قبل القطريين. وعجّ موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بتعليقات ساخرة. وتصدر وسم (#بيان_دول_الحصار)، و(المؤتمر _الرباعي_المسخرة) لائحة التغريدات عبر الفضاء الأزرق.
وعلق جوعان بن حمد، نجل الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على حسابه قائلاً: العظماء يلاقون مقاومة عنيفة على الدوام، من ذوي العقول القاصرة فمثل هذه العقول تبقى عاجزة عن فهم الرجل الذي يرفض أن ينحني.
وقال الإعلامي القطري جابر الحرمي: «خسارة فيكم بترول الطائرات التي أوصلتكم القاهرة… ووجبات الأكل… وقيمة الفنادق. . عفوا نسيت… دعم لاقتصاد #السيسي…».
وقالت الدكتورة هند المفتاح من معهد الدوحة للدراسات: «بعد التقرير البريطاني حول دعم السعودية للجماعات المتطرفة في بريطانيا ومثلها للإمارات ومصر، لطفا واحتراما لتاريخ أسلافكم، نقول كفاكم ترقيعاً!».
وعلق النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي، قائلاً: «واضح أن الدول الأربع تراجعت تماما عن أسلوب الاستعلاء والتهديد وفضلت تبريد الموقف وحصر الإرهاب كسبب للمقاطعة وإشارات خجولة عن حرية الرأي».
وقالت منى حوا: «شهر كامل من التهريج الصبياني و10 أيام محاولة لفت انتباه، ثم #بيان_دول_الحصار يأتي بالقرار الخطير: اجتماع قادم في المنامة! أساتذة الملل»، في حين، علق أسامة جويش: «مشهد مخز لأربعة وزراء يهددون ويتوعدون وينذرون دولة عربية شقيقة، ليت وقفتكم تلك كانت تجاه العدو الإسرائيلي، عار عليكم ما كتبتم». وأضاف: «ملخص الأمر أن قطر صمدت وصبرت وتحملت ثم رفضت فبُهتت #دول_الحصار وتخبط قرارهم فكان بيانهم كطفل باكي يشكو من رد قطر السلبي #بيان_دول_الحصار». وتساءل ساخراً: عادل الجبير يقف في القاهرة مطالبا تركيا بأن تظل على الحياد لأن الأزمة خليجية !! أخبرنا متى انضمت مصر لمجلس التعاون الخليجي؟ #بيان_دول_الحصار
وغردت ابتسام آل سعد: «الصحافيون يحاصرون الوزراء الأربعة بإظهار إجراءات فعلية ضد الرد القطري ووزراء الحصار يتكلمون في سرد ممل عن وقف تمويل الإرهاب!».
ونال وزير الخارجية الإماراتي قدرا كبيرا من التعليقات الساخرة، حينما قال: «لماذا تصر قطر على رسم الحزن في وجوه الناس». وعلق عليه السفير أحمد سعيد الرميحي، مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية عبر حسابه في «تويتر» بقوله: «هل تريدون معرفة أين وصل حال الأمة العربية، عندما يتحدث من تصدرت صورته مجلة ماجد للأطفال ليتحدث عن السياسة والسعادة والفرح!».
وقالت أمل عبد الملك ساخرة: (لماذا) تسعى قطر لرسم الحزن على وجوه الناس! نكتة اليوم في #بيان_دول_الحصار أرجوك يا سعادة الوزير تعال شوف وجيه الناس شلون تفرح بشوفة أميرها».
وقالت روعة أوجيه، المذيعة في قناة الجزيرة: لماذا يا #قطر لا ترسمين الابتسامة على وجوه الناس؟ لماذا لا تعرضين برامج مثل آراب أيدول ورامز عوضاً عن نقل #الجزيرة ما يجري للعرب من مآسي؟
وردا على تصريح لوزير الخارجية السعودي، قال محمد فهد القحطاني: نكتة مؤتمر القاهرة من نصيب عادل الجبير يطالب تركيا بعدم التدخل لأن الأزمة خليجية وهو يثرثر عن الأزمة من فوق أرض غير خليجية
القدس العربي