غرب الحكومات و الجيوش الاستعمارية و العنصرية, و شركاته متعددة الجنسية العابرة للقارات المسيطرة ’ دأب على سحق الشعوب و بلا استثناء, و على تدمير مقومات وجودها الحضاري, على كل المستويات, سواء كانت ثقافية أو معنوية, اجتماعية أو مادية
’ ذلك في كل ربع أو مكان حلوا به, شرقا أو غربا و عبر المحيطات, فأين ما حلوا يحل الخراب و الدمار.. ’ كل ذالك بدوافع الجشع المادي البحت الذي لا حدود له, إلغاء للآخر المختلف بوقاحة منقطعة النظير ’ و إن ادعوا العكس, تدثرا بلبوس الحضارة و خلافه ’إذ تكفي أفعالهم عن الحاجة لأقوالهم ’ و جرائمهم السالفة و تلك الحاضرة تحدث عن نفسها و عنهم ’ و تشهد.
و لعل في ما فعلوه بسكان الأمريكتين الأصليون "الهنود" في العهود الماضية من إبادة وحشية فيه كفاية ’ وهو نفس ما سيفعلونه لاحقا بسكان أستراليا من "الآبورجن" و هو عينه ما هم بصدده في اعتقادي ضد المسلمين اليوم في الواقع ’ مرورا بحروب الأفيون بالصين خلال القرن التاسع عشر التي ما زالت عالقة في الأذهان ’ و في القرن الماضي و خلال الحرب العالمية الثانية لم يتورع حكام الولايات المتحدة الأمريكية و جنرالاتها عن ضرب مدن اليابان الآهلة بسكانها بالقنبلة النووية ’ في تصرف غير مسبوق و لا ملحوق ’ الذي حول مدينتي هيروشيما و ناغزا كي إلى رماد ’ في أفظع جريمة إبادة بشرية جماعية معاصرة ترتكب ضد الإنسان سنة 1945م.
و ستواصل أمريكا قائدة "العالم الحر" المزعوم جرائمها إلى يومنا هذا ضد الشعوب و الأمم الأخرى الأضعف ’ سطو على الثروات و إمعان في العنصرية و ازدراء للآخر ’ و استهانة بكل مبدإ و عرف ’ في أمريكا اللاتينية و في فيتنام و الهند الصينية ’ و في المنطقة العربية حيث منابع النفط ’ و قبل ذالك و بعده مهد الحضارة الإنسانية و الديانات السماوية.
و الغرب الرأسمالي بالأمس و المعولم اليوم و على رأسه زعيمته أمريكا ’ غرب وثني بامتياز’ فلا دين و لا خلق ’ معبوده و رب أربابه الأعظم وثن المال ’ و تتبع الثروة و مصادرها أينما و حيث ما كانت ’ الرأس المال و قبل أي شيء آخر هو المقدس الأول و الأخير ولا مقدس سواه ’ و هنا نتحدث عن المؤسسات الحاكمة و الكارتلات ’ لا تلك الشعوب العظيمة التي نحترمها و نجل و نقدر إسهاماتها التي لا تنكر في الحضارة و التقدم .
إذ في سبيل الوثن المعبود دمر العراق و قدم شعبه قربانا دون ذنب أو جريرة و أمام أعين العالم ’ و شرد أبناؤه على غرار ما فعلوه بسوريا أرضا و شعبا و عمرانا ’ مثلها في ذالك مثل ليبيا بالضبط.
و لأن هذه المنطقة التي يدعونها "بالشرق الأوسط" تختزن كل هذه المقدرات و الأسرار’ و كل هذه الثروات من الذهب الأسود و غير الأسود ’ و ذالك الماضي الحضاري الضارب في جذور التاريخ و المتصل بالسماء ’ زرعوا دولة "إسرائيل" من شتات يهود أوروبا ’ وتخلصا منهم ’ حاملة الطائرات الثابتة ’ كما وصفها يوما أحد القادة العرب في القرن الماضي ’ و لتكون الوكيل الحصري للاستعمار و الإمبريالية بالمنطقة العربية ’ و الحليف الأوثق للأنظمة المصطنعة التابعة ’ إسرائيل المشروع الاستعماري المشترك في فلسطين ’ إذ قامت و كما نعلم إسرائيل على خلفية وعد "بلفور" الوعد الذي كان من المحتل البريطاني 1917م و هو وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق ’ و بقيامها سنة 1948 تكفلت بها الولايات المتحدة ’ ليشهد العالم أضخم عملية إرهاب مستمرة في منتصف القرن العشرين ’ و أكبر عملية إبادة ممنهجة و تنكيل ضد شعب عربي مسالم هو الشعب الفلسطيني البطل المجاهد.
و في 1956م ’ و في خضم الثورة الجزائرية المزمجرة ’ التي زلزلت فرنسا زلزالها ’ و دقت المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية الاستعمارية المترامية الأطراف و عجلت بنهايتها ’ و نكاية بالعرب ’ بادرت فرنسا إلى إنشاء المشروع النووي الإسرائيلي ’ في وقت اشتركت فيه الأطراف الثلاث بريطانيا ’ فرنسا و إسرائيل في مؤامرة العدوان على مصر بنفس العام ’ عشية تأميم قناة السويس ’ ناهيك عن دوامة حروب الإبادة الاستعمارية في إفريقيا السوداء ’ و حرمان شعوبها من خيرة سواعد بنيها طيلة قرون ’ باستنزافها بشرا و حجرا و خيرات ’ و كل ذالك لن يخرج عن مسطرة الإرهاب ولا الجرائم ضد الإنسانية التي لا تسقط بالتقادم ’ إلا أنه إرهاب الدول الممنهج ’ و على مدار القرون ’ و ها هي أوربا عموما و الغرب في تحالف مع الحكام الفاسدين’ يوصد الأبواب أمام عشرات الألوف من شباب القارة المنهوبة ’ المحرومون ’ ليموتوا غرقا في مياه البحار’ و ضياعا و مرضا ’ أمام أعين من نهبهم و ما زال ’ و من صادروا مستقبلهم وسرقوه.
و مع هذا و ذاك ما زلنا نجدهم عندما يتحدثون في مؤتمرات العولمة المقيتة عن الإرهاب ’ نفاقا و فجورا ينسون ’ بل يتناسون ’ أن ما يدعونه "بالمجتمع الدولي" الذي يعنون به دول الغرب المسيطرة على العالم ’ هو أصل الإرهاب و البطش بكل صوره و أشكاله و عناوينه ’ السابق و اللاحق ’ و من المفارقات الدالة أن الدولة الفرنسية ذاتها كانت في عصرنا الحديث هي أول من سن اختطاف طائرات الركاب المدنية ’ و تمثل ذالك في قرصنة الحكومة الفرنسية طائرة تقل قادة الثورة الجزائرية خمسينات القرن الماضي تابعة للخطوط الملكية المغربية ’ وجهتها تونس.
فالجشع والعدوان كان و ما زال ديدن صناع القرار في عواصم الغرب ’ و عادتهم منذ عشرات السنين ’ و الواسطة السطو المسلح و الحروب الإجرامية ضد الشعوب و ضد الإسلام و بنيه ’ تلك التي لم تتوقف يوما ’ ففي الماضي كانت الحملات الصليبية يقودها بابوات الكنيسة ’ و اليوم صارت حروبا بزعمهم على الإرهاب ’ يقودها قساوسة البنوك و حاخامات البترول و جنرالات جيوش الصناعات العسكرية ’ فالعدو هو هو ’ و الأهداف هي ذاتها ’ و إن اختلفت الحجج و المصطلحات باختلاف العصور ’ فتارة تأتي الحملة تحت مسمى التحالف الدولي ضد الإرهاب ’ و طورا باسم المجتمع الدولي ’ و الحقيقة التي لا مراء فيها أنها حرب صليبية قديمة جديدة من الحروب المستمرة ضد الأمة ’ بدأت في العراق مستهدفة مقوماته من مدن، و مؤسسات و جيش و قيادة ’ لتحييده و تصفية دوره على يد الحلف الأطلسي ’ و امتدت إلى سوريا بعد ما عاثت فسادا في أفغانستان ’ أريافا و مدنا و ما تزال ’ و ليس ببعيد عنا أم جرائم الرئيس الأمريكي ترامب ’ في قصفه الآثم بالصواريخ و الأسلحة المحرمة لهذه البلدان ’ ويتم ذلك بمباركة الجوقة العربية و الإسلامية الذ يل ’ في نفاق و خنوع مخجلين ’ تمويلا و تبريرا و رقصا كرقصة الفرخ المذبوح .
ليصل بهم الأمر إلى حد إلغاء فرض الجهاد و فقهه ’ في" فتاوى" تعود مرجعيتها لجهابذة المخابرات الأمريكية ’و تعود أصولها إلى اجتهاد " بوش الصغير" بعد ضربات الطائرات للبرجين و البنتاغون بنيويورك وواشنطن على حين غرة ’ 11سبتمبر2001’ مرددين كالببغاء ما يعده عتاة مجرمي الحرب في غرفهم المظلمة من توصيفات ممجوجة ومملة ’ من قبيل" محاربة الإرهاب..الإرهاب.. "
و حتى و إن كنا لا نرى و لا نقول بما يتبناه بعض من الشباب المنتمين للإسلام ’ ممن يرى بجواز ضرب القوى المعادية ’أين و أيا تكن ’ من دون تمييز بين المدني و غيره ’ ردا على ما فعلته و تفعله أساطيل الأمريكان ’ و طيران و صواريخ الناتو ’ و دباباته في الموصل و الرقة و غيرها ’ في تحالف جبان وخبيث مع الميليشيات الإيرانية الطائفية المسعورة وتلك المأجورة ’ و القتلة من مرجعيات قم و النجف ’ فإنه ورغم كل ذالك يبقى الجهاد ’ شاءوا أم أبوا ’ ركنا ركينا من أركان الدين الإسلامي ’ ثابت نصا و شرعا غير منسوخ’ و إن صنفته مؤسسات المخابرات المعادية ’ ووكلاؤها من الحكام ’ جريمة من الجرائم الموصوفة.
فديار الإسلام في نظرنا من ليبيا إلى أقصي قرى الروهينغا المسلمة ’ لم تتعرض في التاريخ بالمطلق لهجمة أشرس و لا أقذر و أشد و أوقح مما نشهده اليوم ’ و إن لم يكن الجهاد و التصدي للعدوان و للمعتدين مطلوب اليوم وواجب ’ دفاعا عن الأرض و العرض و الدين ’’ فمتى يا ترى و أين يكون.
و فى هذا المضمار من أغرب ما نشهده اليوم تصدر الرياض و القاهرة و حتى انواكشوط مقاطعة قطر الشريك المشاكس السابق ’ و من جهة مغازلة المملكة السعودية لإسرائيل بواسطة جنرالاتها "المتقاعدين" ’ أنور عشقي مثالا ’ الذين لم يطلقوا على حد العلم رصاصة واحدة ضد عدو للمسلمين أو للعرب ’ السعودية التي تنفق بسخاء لا مزيد عليه و منذ عشرات العقود على ميزانيات التسليح و ما يتعلق به ’ بمئات المليارات من الدولارات الأمريكية ’ و أكثر من الهند و الصين كل على حدة ’ و من دول أوربا الغربية مجتمعة. في حين نراها تتبنى الحروب في اليمن بحماسة مبالغ فيها لا تقل عن حماستها لتفتيت سوريا ’ في حلف ثلاثي غير مقدس أضلاعه البنتاغون و الكوليرا و الضحية اليمن و شعبه الفقير.
و لعل محتجي هامبورغ من الألمان و هم العباقرة دوما ’ صدقوا في الشعار الملهم الذي رفعوه في وجه الضيوف ’ و هم يتظاهرون بعشرات الألوف ’ تصديا لعصابة العولمة ووكلائها العشرون ’ و لمؤسساتها الرديفة ’ من البنك الدولي و الصناديق الرأسمالية المجتمعون هناك ’ تلك التي تؤطر النهب المنظم لثروات الشعوب و تدمير المجتمعات وتدير الحروب ’ و على نسق شيطاني مدروس ’ و كان الشعار الرائع والمعبر " أهلا بكم في جهنم" !!"WELCOME TO HELL
"جهنم "لا أدري إن كانت موريتانيا عاجلا أو آجلا ستصطلي لهيبها’ مرحبا بها أو غير مرحب ’ خصوصا بعد ما ’أخذت مقعدا لها في الحلف الجديد ضد "الإرهاب"’ و تحت مظلة فرنسية ’ عينها على مناجم اليورانيوم و الذهب و احتياطات الطاقة الواعدة بالمنطقة ’ وهي التي و منذ حين كانت طرفا في "حلف ناتو" طبعة خليجية منقحة جديدة ’ بقبعة أمريكية و عباءة سعودية ’ و لكن ما أعلمه علم اليقين أن موريتانيا ولد عبد العزيز و في أول اختبار دبلوماسي جدي لها بعد "غامبيا" جانبت الصواب هذه المرة ’ و ربما خسرت بقطعها العلاقات مع قطر’خلافا لما اعتمدته دول المغرب العربي الثلاث، و إن كان هو البلد الذي كنا و ما زلنا نختلف معه في التوجه و الأساليب و الفلسفة و الخيارات ونعلن بذلك ’ و لكن ذالك جميعا لا يمنع من عدم تبني التصرف الذي قرروه في الأروقة المغلقة و على عجل ’ لما يلحقه من ضرر و ضرار’ لا بأبناء البلد وحدهم و سمعته و إنما لما يوقعه من ظلم بأبناء القطر العربي الشقيق قطر..
فمن يقبل إن كانت الدعوى هي الإرهاب بالعلاقات الحميمة الدائمة مع عواصم الغرب و الشرق السيئة الصيت و السمعة التي تمارس الإرهاب أصالة عن نفسها و ليس بالوكالة ’ قتلا للآمنين ’ و تدميرا للمدن باستخدام كل الأسلحة الفتاكة.. ’ و لم يجد حرجا في مشاركة الرياض قمتها المثيرة للجدل و حلفها "الجهنمي" الجديد الذي كان أولى بركاته وصم المقاومة في فلسطين المحتلة بالإرهاب و تجريم حماس ’ تزلفا للعدو الصهيوني ’ وكأن مضيف الحلف الذي سموه بالناتو ربما تيمنا لم يكتفي بذالك ’ و إنما زاد وجاد من ثروة الحرمين و خادمه ’ رغم حاجة الأمهات اليمنيات و السوريات الماسة إلى قطعة خبز أو جرعة دواء.. بما يناهز 500مليار دولار!!، مأخوذ ربما بزرقة عيون "أيفينكا" و حرارة قبضة "الأم" السافرة.. ممثلة الإباحة المحترفة زوج "الضبع الهرم" الذي تلاحقه فضائحه و شرهه و رشاه في "بيته الأبيض" ’ و من دكاكين القمار و بضاعتها المجزاة ’ فضلا عن جيش المحققين الذي قد ينزله في أي وقت من علياء عرشه ’ و بأقرب ما يتصور ولي العهد القادم للتو "بالباراشوت"و طاقمه ’ عليه ألا يجد حرجا أو غضاضة في العلاقة القائمة مع الدوحة مهما كانت الأخطاء أو الخطيئة ’ و إن أغضب ذلك من تخلى رغبة أو رهبة عن ثروات الأمة للعجوز المحتال ’ في وقت يتعهد طيرانه العسكري ’ بالنابالم ليلا و نهارا أبناء المدن اليمنية التي تحاصرها المجاعة و الكوليرا من جهة \ و ملوك و أمراء البترو دولار المتخمون.