لقد لاحظت، بكل بساطة، أن المشهد، خلال مهرجان ساحة "المطار-بدل الضائع"، أريد له، بفعل فاعل، ولأسباب غامضة، أن يعكس، من حيث الشكل، وجودا فعليا لمجموعة الحراطين. وأوضحت أن قارئ القرءان الكريم، وصاحب الربط، والمتدخل السياسي الأول، ومعلن النتائج (بالفرنسية!) كانوا من ذات المجموعة خدمة لحرطنة المسار. وأردت، عبر خاطرة قصيرة، أن أخلص إلى أنه يخشى من أن تكون هناك نية لجعل الحراطين على خط النار في المعركة التي يخوضها دعاة تغيير رموز الدولة والرافضون لتلك التغييرات. وفي هذا الصدد تم التذكير بما فعله الاستعمار بالمجندين السينغاليين حين وضعهم على خط النار في بعض أشرس معارك الحرب العالمية الثانية.
لم يكن الأمر، ولا يمكن أن يكون، ولا هو سيكون استخفافا بدور الحراطين، أو تهكما بتمثيلهم، أو إنكارا لوجودهم في مقدمة الفعل السياسي الموريتاني، بل هو مجرد تخوف من أن تجعلهم بعض الأطراف وقودا لملحمة "موت التاريخ" أو شهودا على مراسيم دفنه.. هذا ما قاله "ولد ميله"، ليس إلا.