كرٓمٌ حاتميٌّ أن "يتفضّل" رئيس الفقراء بمنح راتب شهر كامل لعمال شركة (سنيمْ) هديةً من أمواله الخاصة، ما دامت ميزانية الدولة عاجزة عن فِعل هذا "الخير"، ولا يُعاب الرجل إذا ردّ الجميل للحِلّة التي بنتْه، أو التي هدمها ليبنيٓ نفسه.
لكن من أين لرئيس الفقراء هذا المبلغ المالي الضخم الذي سوف يستغني عنه إكرامًا لعمال (سنيم)؟ هل هو داخلٌ فى ممتلكاته التي " أعلن" عنها ولا تزال سرا يعجز عن كشفه الراسخون فى العلم؟ أم هي جزء من أموال دافعي الضرائب الموريتانيين، بمن فيهم عمال (سنيم)، وبالتالي ، لا مِنّة للرئيس عليهم فى استرجاع حق لهم مكفول بالقانون؟ ليس من الوطنية ولا من التضامن فى الأزمات أن نترك الرئيس يتحمل وحده " عبء " رواتب عمال (سنيم) لشهر كامل، ونحن شعب كريم يؤثر على نفسه وهو فى عِز الخصاصة.
ولأن الرئيس يعرف أنه (( لا خيل عندنا نهديها ولا مال))، فإننا نرجوا أن (( يُسعدٓه النطق منا إن لم تُسعده الحال)).
وما نُطقُنا إلا نصيحة للرئيس بأن لا يُثقل كاهل بابٍ واحد من أبواب ميزانيته الخاصة بتحميله نفقة الهدية الضخمة.
ونحن نمحضه النصح باقتطاع المبلغ من بنود متفرقة، مثل عمولات النشاط الداخلي : أرض المطار، وأرض بْلُوكاتْ، وأرض الملعب الأولومبي ومدرسة الشرطة، و قبول هدية تضامنية من صديقه العمدة الأغلى عٓرٓقاً فى تاريخ البشرية، والذي يتعرق وهو فى البحر.
وإذا لم تفِ البنود الداخلية بالغرض، ننصح الرئيس باقتطاع جزء من عمولات النشاط الخارجي : الهِبة السعودية للجيش الوطني، صفقة سلاح الجو مع الصين، صفقة الشركة الصينية للصيد البحري، تسليم السنوسي إلى ليبيا، قطع شعرة معاوية فى العلاقات مع إسرائيل، نتائج مفاوضات "كمبا با والصديق العراقي"، التقارب مع إيران فى أوج عزلتها الدبلوماسية فى المنطقة المغاربية....و.... الخير كثير ولله الحمد.
أما ما تقوله بعض ألسنة السوء من أن رئيس الفقراء قد يضطر إلى بيع جزء من ممتلكاته الثابتة والمنقولة فى الداخل اوالخارج للوفاء بالتزامات صديقه الأغلى عٓرٓقاً فذلك أمر مرفوض لأنه سوف يكون مؤشرا على إفلاس الرئيس بعد إفلاس الدولة. الرئيس يجب أن يظل غنيا ونحن فقراء، حتى يستحق لقبه عن جدارة.