كان الفلم مرعبا حقا قطعة لحم بشرية اوحيوانية لا ادرى تتكلم وتحارب وتبتلع الرجال والنساء والسيارات وتنشر الرعب فى كل مكان
كانت ليلة مظلمة تلك التى تابعنا فيها الفيلم الرهيب
المهم خرجنا بعد انتهاء العرض للعودة الى مساكننا فى الكبة ومعروف حجم المسافة الطويلة بين الكبة وسينما الفتح خاصة بالنسبة لابطال مرعوبين من قطعة لحم فى ليلة مظلمة
ليس سرا ان ايا منا لم يقبل ان يكون طرفيا كافحنا جميعا لنكون فى الوسط فلاندرى متى تمسك بنا "اللحمة الحية"
كنا نسير كقطيع ماعز شارد بعد رؤية ذئب من بعيد قديكون الوصف غير لائق بابطال مثلنا لكنها الحقيقة
عندما كنا على الشارع الكبير الفاصل بين مرصت الخميني سيزييم ومرصت سينكييم سمعنا صوت "حرششة" عند ظهورنا
الله المستعان هل تبعتنا "اللحمة"
لم نلتفت لقد بدأ سباق المسافات الطويلة هربا من المجهول
حتى وقع اقدامنا شبه الحافية كان يرعبنا وتعقدت الامور مع هبوب عاصفة رملية يبدو أنها ساعدت فى إبقاء "الحرششة" خلفنا وبقوة
طبعا ليس من بيننا من سيلتفت أوحتى يتوقف لاستجلاء الأمر ولاغرو فمتى توقف بطل لينظر الى الخلف
ركضنا مسافة طويلة لا همس ولا لمس وكاننا نخاف بعضنا
موحشة هي ازقة سيزيم ومخيفة اشباح الكبة وهي تتراءى امامنا كمخلفات اعصار لايبقى ولايذر
وصلنا بسرعة استثنائية وتوقفت "الحرششة"
هدأنا قليلا والرعب يسكننا وبشجاعة نادرة اكتشفنا أن مصدر "الحرششة" التى طاردتنا كل هذا الوقت من الخوف والرهاب كان مجرد حزمة "حلابس" و"زازوايات" دفعتها الريح فى آثارنا
كانت ليلة رعب حقيقية لكن قدر الابطال ان يواجهوا مثل هذه المواقف بالطرق التى يرونها مناسبة
سقيا لأيام الكبة الناضرة
من صفحة حبيب الله ولد أحمد