يستمر شبح الرئيس الليبي المُغتال معمر القذافي في مُلاحقة نظيره الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي قد يحاكم نهاية السنة الجارية بتهمة الفساد المالي، بعدما وصفه تقرير للنيابة العامة ب “المجرم المخضرم” وقد ينتهي به المطاف في السجن.
ونشرت جريدة لوموند في عدد نهاية الأسبوع ملخص تقرير للنيابة العامة مكون من 79 صفحة، يعالج تورط الرئيس ساركوزي في ملفات فساد مالي-سياسي، وأساليب مافيا في استعمال هاتف لهوية غير معروفة لتفادي المراقبة.
وسبق للقضاء أن اعتقل ساركوزي خلال يوليو 2014 بتهم الفساد المالي، واستغلال موظفين لمعرفة سير التحقيق في الملفات الجنائية التي يجري التحقيق بشأنها وهو متورط فيها.
ويلاحق القضاء ساركوزي في ملفات متعددة، ومنها ملف تمويل الرئيس الليبي المغتال معمر القذافي لحملة ساركوزي الرئاسية سنة 2007 مقابل خدمات سياسية، وهي الحملة التي فاز فيها ساركوزي برئاسة فرنسا، واعترف رجل الأعمال الفرنسي من أصل لبناني زياد تقي الدين بأنه لعب دورًا بنقله مبالغ مالية من طرابلس إلى باريس.
وتتوفر النيابة العامة على أدلة قاطع حول التمويل الليبي، فعلاوة على زياد تقي الدين هناك شهادات لمسؤولين ليبيين أكدوا تمويل حملة ساركوزي، ويسود الاعتقاد بأن تدخل ساركوزي في ليبيا للقضاء على القذافي كان بهدف تقسيم البلاد واغتيال الزعيم الليبي قبل تقديمه وثائق تورّط ساركوزي في قبض عمولات.
ومن المُنتظر تقديم ساركوزي للمحاكمة نهاية السنة الجارية بهذه التهم، ومنها الملف الليبي ليكون شبح القذافي قد جعل من ساركوزي مُجرمًا مُخضرمًا، ولم يسبق لأي رئيس فرسي سابق أن جرت ملاحقته في ملفات فساد مثل ساركوزي.
باريس ـ “رأي اليوم”: