شاهد علماء فلكيون، الإثنين، للمرة الأولى في التاريخ، تصادم اثنين من النجوم النيترونية تميزه تموجات جاذبية عبر بنية الزمكان ووميض أكثر إشعاعا من مليار شمس.
والزمكان أو الزمان المكاني مصطلح حديث في الفيزياء منحوت من كلمتي الزمان والمكان للتعبير عن الفضاء رباعي الأبعاد الذي أدخلته النظرية النسبية ليكون فضاء الحدث بدلاً من المكان المطلق الفارغ في الميكانيكا الكلاسيكية ونظرية الكم.
والتقط مرصد الجاذبية الموجية في الولايات المتحدة، التسلسل الاستثنائي الذي اقترب فيه النجمان الكثيفان للغاية ثم ارتطما بعنف وانهارا فورا قبل أن يتحولا إلى ثقب أسود.
وبمجرد التقاط المرصدين في ولايتي لويزيانا وواشنطن لهزات هائلة في الزمكان انطلقت من الاصطدام الذي وقع على بعد 1.3 مليون سنة ضوئية، تم تنبيه كل الفلكيين في العالم.
وخلال ساعات، استدار 70 تليسكوبا على الأرض لمراقبة الشفق الأحمر الذي خلفه ارتطام النجمين، ما يجعله أول حدث كوني من نوعه تتم رؤيته من على الأرض عن طريق الموجات الجاذبية والضوء أيضا.
وكان أينشتاين أول من توقع وجود الموجات الجاذبية منذ نحو قرن، لكن أول إثبات عملي على أن الفضاء نفسه يمكن أن يتمدد ويتقلص كان في 2015 عندما التقط علماء مرصد الجاذبية الموجية تصادم ثقبين أسودين اثنين.
هذا التصادم المظلم والثلاثة تصادمات الأخرى التي تبعته كانت مخفية لا يمكن رؤيتها عن طريق التليسكوبات التقليدية.
أما ارتطام النجمين فصاحبه انطلاق أشعة مكثفة من الجاما وامتلأت السماء بالعناصر الثقيلة، ما يحل الجدال المستمر منذ عقود حول مصدر المعادن النفيسة مثل الذهب والبلاتنيوم.
وتعد النجوم النيترونية هي الأصغر حجما والأكثر كثافة في الوجود؛ حيث يتراوح قطرها نحو 12 ميلا، لكن مقدار ملعقة من مادة النجم النيتروني لها كتلة تقدر بنحو مليار طن، ويتكون مركز هذه النجوم من النيترونات النقية، أما قشرتها فتكون ناعمة وصلبة حيث تعد أصلب 10 مليارات مرة من الحديد الصلب.
وتحكي الصور التي التقطها مرصد الجاذبية الموجية القصة التي مدتها 100 ثانية فقط لارتطام النجمين اللذين يعدان أثقل قليلا من الشمس؛ حيث اقتربا من بعضهما حتى أصبحا على بعد 200 ميل ثم دارا حول بعضهما بسرعة 30 مرة في الثانية، ثم تسارعا بمقدار دوران 2000 لفة في الثانية قبل الارتطام.