مشكلة بعض الوزراء مع قضية الآداب والعلوم الانسانية مشكلة تصفيقية، تزلفية ..
فهم يسايرون أسلوب فخامته في التعبير عن حاجة البلد للكفاءات العلمية، والتي لفرط (...) لم يستطع التعبير عنها دون الاساءة لتخصصات معرفية يحترمها العالم بأسره وتقوده ..
قد نعذر صاحب الفخامة في مستوى أسلوبه اتجاه العلوم الانسانية لأنه عندما أراد تفسير كلامه اكتشفنا ان العلوم الانسانية بالنسبة له هي الشعر ...
فخامته لا علاقة له بتلك التفسيرات الأكاديمية لمفهوم المعرفة ومفاهيم التخصص.. وتكوينه العسكري لم يدرجها أصلا في مناهجه...
لكن المستغرب أن يسقط خطاب بعض الوزراء الدكاترة تجاه العلوم الانسانية سقوطا أكثر حدة من سقوط فخامته حين الحديث عن الموضوع نفسه.
محمد ولد جِبْرِيل غير مقتنع في قرارة نفسه بما يقول، ولكن المناخ السائد حكوميا يفرض عليه التخلي عن أكاديميته ، ومعاناة الليالي الباردة في الجامعي الدولي بالرباط من أجل أن لا يتجاوز خطابه مستوى خطاب صاحب الفخامة .. هو راضٍ بسوقية الخطاب رغما عنه ، لأن كل تثاقف او محاولة لترقية الخطاب تجاه العلوم الإنسانية هو بحد ذاته تسامٍ وتعالٍ على صاحب الفخامة وذلك ما لا تحمد عقباه.
شخصيا اعتقد ان الرئيس ليس عدوا عضويا للعلوم الانسانية، وليس صديقا لها.. هو فقط ابتلي بخيانة اللغة عشية تعبيره ذاك، وفِي كل محاولة منه لاصلاح التعبير يزيد الطين بلة.
نصيحة لصديقي الوزير وزملائه :
إن إعطاء درس لفخامته في معنى العلوم الانسانية ودورها أكثر فائدة من التمادي معه في الخطأ ... فليس من الأمانة العلمية لمثلك أن يستمرئ الخطأ باعتبار أن تصحيحه هو النشاز ...
محمد لقد أسأت لنفسك معرفيا، ولمئات الشباب العاطلين أصلا .. ولنظامك ولرئيسك ، في الوقت الذي كنت تريد أن تحسن ...