عندما حدث ما لم يكن في الحسبان... وفي جريمة متكاملة الأركان ’ وعندما طرد الفلسطيني من بيته وقريته ومزارعه في فلسطينيه المغتصبة ’ وشرد أبناء الأرض عبر العالم وأصحابها الأصليو ن صاروا لاجئين بلا حقوق في أرضهم وعند الجيران’ ليحل محلهم الشتات من يهود..
وشذاذ الآفاق’ ومن مختلف الجنسيات والأقوام والألوان ’عصابات وقطعان. وذلك في أفظع جريمة عصر استعمارية النكهة والعنوان والزمان.
و كانت مما أ تفق عليه في حق أصحاب الوطن وفي حق الإنسان والأديان.. ونال أبناء الأرض ا لفلسطينية مانالهم من القتل و التنكيل عبر السنين والأعوام .وضاعت المنارات وضاع ا لمكان.. حدث ذلك منذ أن قررت القوي الاستعمارية الغربية معا’ و تحت بيارقها الصليبية’ تصفية دولة الخلافة العثمانية التي وصفوها زعما ب"المحتضرة" بداية القرن المنصرم وكجانب من المؤامرة. وتم لتلك القوي ما أرادت’ في وقت كانت فيه جل البلدان الإسلامية وبلا استثناء تحت الاحتلال والوصاية الامبريالية’ من تطوان إلى جاكرتا ومرورا ببغدان. جريمة مازالت تغتال الزيتون و الليمون المقدسي وتحصد بنيه’ الواقفون شموخا كشموخ الجبال الشم في وجه العدوان’ وأعاصير الاستيطان الصهيوني .العنصري الغاشم السرطان. صمود أسطوري توارثه أحفاد الجبارين كابرا عن كابر منذ ما قبل عبور قوم موسي عليه السلام إلى أرض كنعان.
وبين عشية وضحاها وان امتنعت لندن وصوريا عن التصويت على قرار تقسيم فلسطين دهاء ومكرا’ التقسيم الضيزي’ سيعلن الصهاينة" دولتهم" المزعومة على أرض المعا رج والقبلة الأولى والمسري’بعلم الاحتلال البريطاني و عنايته الخاصة وتحت بصره وسمعه.. و بما تيسر من عصابات ا لقتل ا ليهودية ا لمحترفة. ومن رشي لأصحاب الصولجان.. من ملوك وأمراء وسلطان.
إلا ما كان من امتناع وحتى النهاية السلطان عبد الحميد الثاني آخر سلاطين الدولة العثمانية ’والذي رفض رفضا قاطعا وفي وقت مبكر التخلي أوالتنا زل عن فلسطين لليهود ’رغم كل الإغراءات والضغوط’ وسماسرة الخيابر والمواخر.. ومؤامرات ا لقصور وتجار الخرائط وشهود الزور. وأحلاف عدوان شيطانية تحوط و تلف وتدور. وربما كانت هي و من وراءها من بطش به أخر الدور!!
مع ذلك ورغم ماحيك من مؤامرات ودسائس وحروب عدوانية’ وإرهاب دول قاصية ودانية ’وخيانات وفتاوى دينية موسمية..
ظلت "إسرائيل "جسما غريبا ونبتة سوء جهنمية مستزرعة ’ومحاصرة بالرفض العربي والإسلامي ومازالت ولن يشفع لها ترقيع أو تطبيع’و رغم صفقتي كامب ديفد وأوسلو الخاسرتان مع الكيان’ ووادي عربة وتبني واحتضان الأ مريكان ’ وتغول النهج الساداتي المصيبة’ كسياسة مصرية ثابتة و" كتعويذة " ’ لم يفلح التطبيع مع العدو الصهيوني في اكتساب أي شرعية ’لا على المستوى الشعبي ولا المؤسساتي في العالمين العربي و لا الإسلامي’و بما في ذلك مصر نفسها. وظل الموقف من الوافد البغيض و غير المرحب به على ما هو عليه’ ومنذ الإعلان عن قرار التقسيم نوفمبر 1947.
ولعل نهاية السادات المباغتة والعنيفة على يد ثلة مصممة من ضباط وجنود جيشه 6 اكتوبر1981’ وعلى مرآي ومسمع من أركان دولته. وفي ذكري ملحمة أكتوبر المجيدة والتي من الله فيها بالظهور’ ملحمة تمر بالأمة ذكراها العطرة في شهر العبور 1973. وكيف تخلص الشعب المصري وشبابه و بثورة شعبية عارمة من مبارك وفساده 2011 ’ يفصحان وبجلاء عن المشاعر العميقة للشعب والجيش المصريين من فراعنة التطبيع ورموزه.
وقل نفس الشيء عن بقية البلدان العربية والمسلمة.. فهاهي الثورة الإيرانية في نهاية السبعينات من القرن الفارط ولأول وهلة’ وفي موقف تاريخي ذي دلالة وسيبقي تقدم درسا لغيرها و ترفع العلم الفلسطيني وعاليا على أسوار مبني السفارة الإسرائيلية بطهران’ مباشرة بعد الإطاحة بالشاه’ الإمبراطور العميل رجل واشنطن وصديق تل أبيب. ولعل في مصير الشاه الإيراني التعس ومصير حاكمي مصر من بعده عبرة لغيرهم من متوجي البترو دولار’ و في من يتهافت اليوم تهافت الفراش على أعتاب الكيان الغاصب.