في موريتانيا يتسابق بعضهم للاستفادة من تخصصه في معركة التطبيل والتزلف، خذ مثلا الآتي :
– الشاعر يلوي عنق المعاني والألفاظ من أجل خلق صورة تجعل الحاكم شمسا وغيره من الملوك كواكب، إذا ظهر هو لم يبدُ منهن كوكب ..
– حامل الثقافة الموسيقية الشعبية يجهد نفسه في البحث عن مقام يقحم فيه جنائزية مصر الجديدة حتى يكون لها صلة بموسيقى البيظان، فيجمع ما لا يصح جمعه .. ويعرض خبرته لسخرية الناس.
– الفقيه أو الإمام يلوي عنق النصوص ويجتهد في سبيل تبرير تجاوزات النظام .. ويأول النصوص لتبرير تقاعسه عن نصرة الناس في حقوقهم ومشاكلهم..
وربما غاب عن لحظة النصرة العفوية التي قام بها الشعب وحضر في أحسن هيئة لتلك التي تمت بالشراكة بين النظام وموريكوم..
– القارئ النموذجي مستعد لتناسي ثقافته النقدية، ومسح طاولته من آراء الجمحي وقدامة والقرطاجني وابن طباطبا وجنيت وكريستيفا وبارت والعقاد وطه حسين وغيرهم من أجل الدفاع عن القبح النصي في محفوظة النظام ..
– المؤرخون يفسحون المجال لهواة حكايات الجدات مثل ولد بايه وغيره ليكتبوا تاريخا جديدا على مقاسهم ، ولا أحد من أكاديمي التاريخ مستعد لقول : لا..
والقائمة تطول .. كل متخصص في مجال مستعد لتغيير قوانين تخصصه وتزوير المنهج لخدمة أهداف النظام .. ينتظر أي فرصة يمكنه من خلالها عرض بضاعته..