أكدت موقع "الصحراء" أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز سيغادر نواكشوط الليلة متوجها إلى العاصمة النيجيرية أبوجا للمشاركة في القمة الـ52 لرؤساء دول و حكومات مجموعة الدول الاقتصادية لدول غرب إفريقيا CEDEAO التي من المقرر أن تنطلق أعمالها غدا السبت.
و تأتي هذه القمة في وقت ترفض فيه موريتانيا الانضمام للمجموعة الاقتصادية التي ترمي إلى تحقيق التكامل الاقتصادي، وتعزيز المبادلات التجارية بين دول المنطقة، وتعزيز الاندماج في مجالات الصناعة والنقل والاتصالات والطاقة والزراعة والمصادر الطبيعية، فضلا عن القطاع المالي والنقدي.
و مع هذا الرفض، إلا أن موريتانيا استطاعت التعامل مع المجموعة الاقتصادية عن طريق اتفاق شراكة تم توقيعه بين الطرفين على هامش منتدى أمريكا إفريقيا الذي عقد قبل أشهر في لومي، وهو الاتفاق الذي سمح بحرية تنقل الأشخاص و البضائع، و يرى مراقبون أن هذا الاتفاق أعطى بعدا جديدا في العلاقات بين الطرفين خصوصا موريتانيا و السنغال.
من جهة أخرى فإن هذه القمة تأتي في وقت تنتظر فيه الرباط الموافقة على طلبها بشأن الانضمام للمجموعة بعدما تمت الموافقة المبدئية على طلبها في اجتماع منوروفيا يونيو الماضي، إلا أن مراقبين استبعدوا أن تتم الموافقة النهائية على الملف المغربي في اجتماع أبوجا و تركه لاجتماعات لاحقة ستعقد العام المقبل و ذلك "لأسباب فنية و تحفظات سياسية" بحسب صحيفة جون أفريك.
و تقول الصحيفة ان المغرب ونيجيريا، وبالرغم من تقاربهما الأخير بفضل عقد ضخم لبناء خط أنابيب للغاز في غرب إفريقيا واستثمار متبادل في الفوسفات، فإن نيجيريا تبقى موالية لـ "البوليساريو"، و هو ما من شأنه أن يضعف التمثيل المغربي في هذه القمة.
يذكر أن موريتانيا سبق لها أن كانت عضوا في هذه المجموعة قبل أن تعلن انسحابها في الـ26 من ديسمبر عام 1999 بسبب ما قالت حينها انه عائد للقرارات التي اتخذتها المجموعة بهدف تسريع عملية دمج افريقيا الغربية عبر اعتماد عملة موحدة في مرحلة لاحقة.
و قد تأسست هذه المجموعة في الـ28 مايو 1975 ككتلة شبه إقليمية من 15 عضوا و بدأت ببروتوكول بشأن حرية تنقل الأشخاص و حقوق الإقامة و الاستقرار في عام 1979، و منذ يوليو 2014 تم إلغاء تصريح الإقامة في جميع الدول الأعضاء، إضافة إلى أن دول المجموعة تمول نفسها من خلال تعريفات جمركية على جميع واردات الدول الأعضاء من خارج المجموعة.