يجب أن نفهم أن طائرة ال" بوينغ ـ ماكس" الجديدة هي أفضل طائرة فى العالم، وأن اسمها "أوكار"، وليس "الهم العاشر"، وأن لها خصوصيات تميزها عن كل طائرات العالم و"نازلاته"، منذ "عباس ابن فرناس" وحتى اليوم .
هذه الطائرة "الجديدة" يجب أن نلاحظ أنها تطير فى أجواء "موريتانيا الجديدة" ، وكونها صادفت أجواء باردة غبراء متربة لا يعنى أنها "تكرط المراجن"، لاهي، ولا الرئيس الذي اشتراها، ولا الحكومة التى صفقت لها ، ولا الحزب الحاكم الذى رآها "فتحا إلهيا"، ولا "التلفزة" التى اعتبرتها من "خيرة" طائرات الدنيا .
دون وقارها ومقدارها طائرة المختار ولد داداه رحمه الله، التى أهداها له صديقه الراحل الحاج عمر بونغو، فكتب عليها بخط جميل مهيب "الخطوط الجوية الموريتانية"، ووضعها تحت تصرف الشعب الموريتاني .
ودون أبهتها وفخامتها طائرة معاوية ولد الطايع، التى شاهده الموريتانيون ـ على شاشاتهم ـ وهو يصب عليها اللبن لتكتسب يمنه و"غظوفيته" .
لا تشبهها أية طائرة فى العالم، ولو كان بالإمكان "هرد" أذنها ووضع "خرص" فيها لما ترددت السلطات فى فعل ذلك، فهي "أغويليه" و"مخصرة" فيها مبالغ ضخمة من أموال شعب يعانى الجوع والجهل والفقر والعطش .
يكفى هذه الطائرة مجدا أنها "محمرة" بالعلم الجديد، الذى لم يفلح فى تذكير "أهل الأرض" بالشهداء، فلعله ـ وهو يطرز الطائرة الجديدة ـ أن يذكر بهم "أهل السماء" .
طائرة استثنائية "حشم" الله "محاسيدها" الذين عجزوا عن فهم كونها تطير فى السماء، ثم تعود إلى الأرض، ولديها طاقم "ملاحين" ليس عيبا أنهم "ملحوا" فيها ـ وهم يشترونها ـ وتتوفر على محرك متطور، ومقاعد ووسائل اتصال متطورة، ولها صوت يشبه الرعد إقلاعا وهبوطا .
إنها جديدة، ولو لم تكن جديدة لما كانت مهمة، لأن طائرة قديمة لا تليق بموريتانيا جديدة، لها علم جديد، ونشيد جديد ،وعملة جديدة .
ستحكى أجيال قادمة من الموريتانيين قصة هذه الطائرة العجيبة، التى وصلت ـ رأسا ـ من المصنع إلى "أم التونسي"، ولأول مرة تقلها أرض افريقية وتظلها سماء افريقية ـ والعهدة على الإذاعة والتلفزة والوكالة ـ بل إننا "تاسع" دولة فى العالم تقتنيها (والعاشرة تركناها لشيخنا "كابون") .
من المهم فعلا أن ننفق كل تلك المبالغ لشراء طائرة، فى زمن الركض وراء "الطيورالطائرة"، بعد السيطرة على "الطيور النازلة".
لا يهم إن كانت تلك المبالغ تكفى لبناء "طريق نواكشوط ـ روصو"، وترميم كل طرق الداخل والعاصمة بما فيها "طريق الأمل" وبناء عشرات المشافى والمدارس، ودعم قطاعات التعليم والصحة، والماء والكهرباء ،المهم أن فكرنا الجديد فكر "جوي"، كل شيئ عندنا أصبح فى الفضاء الخارجي ،وطار كل شيئ عندنا "بلاريشات"، ولا تريدون أمثلة طبعا ،وإلا فأين الأسعار والعدالة والقانون والقيم ومهابة الدولة؟!!
بقي أن تنشأ الحكومة وزارة "طيران بشري"، أو معهدا تقنيا لتدريب المواطنين على الطيران، للحاق بأشيائهم التى عانقت السماء وتركتهم فى "بوط الحفرة".
نعم من حقنا أن نطير للإلتحاق بأحلامنا، وحقوقنا، وطموحاتنا ،وأسعارنا ،ونفطنا ، وسمكنا، وذهبنا ،وحديدنا، وأخلاقنا ،وأمننا، وعدالتنا، وعفافنا، وميزانيتنا ، وتمويلاتنا، وصحافتنا، ونخبتنا، ونشيدنا الجميل، وعلمنا الأصيل، وأبدا بنفسي، فأنا جاهز للطيران خلف كل تلك الأشياء الجميلة " بلا ريشات " وحتى لو كان "طيران نملة" .
لن تتكلف الحكومة شيئا فى "تطيير" المواطنين، فقد سمعت مرة عند أحد حكماء "كبة سيزيم" سقى الله أيامها العطرات، أن الإنسان مهما كان لونه ووزنه وطوله وجنسه ودينه، لا يحتاج ـ لكي يطير ـ لأكثر من "شبعة" واحدة من "آدلكان" فى يوم شديد الحرارة، شريطة أن "يطنطن" حتى يخرج من "حبال غرظه".
الأمر بسيط فنظامنا الحالى هو أكثر أنظمة العالم "آدلكانا"، وبمقدوره توفير "شبعتين" منه على الأقل لكل مواطن ومقيم، وبالمناسبة لا نريد أن "نطير" عن الأجانب المقيمين بيننا، بل من الواجب أن"يطيروا" قبلنا، أو معنا على الأقل .
ليس من اللائق أن نبقى فى الأرض، وفوقنا طائرتنا الجديدة الجميلة "التحفة" ، فإما أن تبقى بيننا، نتغزل عليها، ونتمسح بها، وإما أن نطير خلفها ،"أرجلنا على أرجلها"، فالأرض لم تعد تسعنا ظلما ومهانة وضياعا، ولا أمل لنا إلا فى السماء.
فإلى السماء خلف طائرتنا الجديدة.
نريد أن نطير ... ومن حقنا أن نطير خلف "طائرتنا"، قبل أن "تطير" من فوق رؤوسنا..!!