وطن: سلطت صحيفة “الإندبندنت” الضوء على التغيرات الأخيرة التي شهدتها السعودية في الأونة الأخيرة، مشيرة إلى تبدل كبير حدث بشتى مناحي الحياة منذ أن أمسك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بذمام الأمور وسيطر على كافة مفاصل الدولة.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن التغييرات الداخلية في السعودية كانت لافتة وكبيرة جداً مقارنة بآخر جولة لموفدها إلى هناك، قبل تسعة أشهر، والذي وصف مشاهداته في جدة وعدد من مدن المملكة عقب ما أحدثه ولي العهد السعودي، مؤكّداً أن الشباب السعودي مقبل على هذا التجديد، إلا أنه يخشى كثيراً من الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد.
ويصف موفد الصحيفة البريطانية أحد مقاهي جدة المقام على سطح بناية بالقول: “على طاولة هناك توجد أربع شابات يدخّنَّ الأرجيلة بالتفاح، وعلى طاولة أخرى تلتقي مجموعة من الشباب، وهو مشهد لم يكن مألوفاً في السعودية إلى وقت قريب”. ويقول رجل أعمال سعودي بارز، طلب عدم ذكر اسمه،: إن المرأة السعودية ستحصل على الحريات، ولكن لا شيء يجري ببساطة، النساء السعوديات حصلن على المزيد من الحريات إلا أن آباءهنّ وإخوانهن أصبحوا أكثر فقراً.
وصدر مرسوم ملكي سعودي، مؤخراً، سمح للمرأة بقيادة السيارة اعتباراً من يونيو المقبل، وهي حركة رمزية عميقة يمكن لها أن تحوّل حياتها في السعودية، ذلك البلد الذي تحتاج فيه إلى إذن وليّ الأمر للحصول على الكثير من حاجيّاتها ورغباتها؛ كالسفر والدراسة وفتح حساب مصرفي.
من الرائع بالطبع أن تحصل النساء على تلك الحريات. ولكن ليس هناك شيء بسيط إلى هذا الحد بالمملكة”، كلمات نقلتها الصحيفة عن رجل أعمال بارز اشترط عدم ذكر اسمه، خلال تقرير لها عن حالة التغيير الاجتماعي التي يعيشها السعوديون في الوقت الحالي.
وتروي الصحيفة مشهداً من هذا التغيير الذي تعيشه السعوديات بالذات، ففي أحد المقاهي الواقعة على سطح أحد مباني جدة، جلست 4 فتيات يدخنّ النارجيلا المنكهة، ويتناولن الشاي بينما يتصفحن في غضب صفحات وكلاء تجارة السيارات المحليين عبر شبكة الإنترنت، وتقول واحدة بينما تعيد الهاتف إلى صديقتها ” ذلك محرك من طراز V6. لا تهتمي به وابحثي عن المحركات ذات الأسطوانات المتراصة”. ويجلس على الطاولة المقابلة رجلان يمنيان ثريان ينظر كل منهما للآخر، حسبما تروي الصحيفة البريطانية.
ويرى رجل الأعمال الذي تحدث مع الصحيفة أنه “لا بد أن تقود النساء السيارات مقابل ثمن. فقد أصبح أسرهن وآباؤهن وأشقاؤهن أكثر فقراً”. وتنقل الصحيفة عن النقاد رأيهم فيما تشهده المملكة، حيث يرى بعضهم أن معدل التغيير الحالي مفاجئ، ولكنه تجميلي”.
وذكرت فايزة البالغة من العمر 19 عاماً، التي تعمل مساعدة بأحد متاجر الملابس بعد أن رفضت ذكر لقبها “أرى أن حياتي وفرصي قد اختلفت عما كانت عليه حياة وفرص أمي”.
وتتابع الصحيفة: “يتم حالياً إجراء إصلاحات اجتماعية طال انتظارها لتقبل الدواء المر، فقد تعرضت السعودية لضربة قوية جراء الانهيار العالمي في أسعار النفط منذ عام 2015”.
وذكر محمد الروشودي، أحد الخريجين الجدد من الجامعة بالرياض “دائماً ما تكون هناك وعود بالتغيير بالمملكة، ولكن لا يحدث أي تغيير حقيقي”.”ويوجد بصفة عامة تغييرات جيدة طال انتظارها، مثل قيادة المرأة للسيارة. ومع ذلك، أعتقد أن هذه الحريات لا تمثل الاهتمام الرئيسي في الوقت الحالي. فالعديد من السعوديين يشعرون بالقلق حالياً بشأن الاقتصاد”.
وارتفع معدل البطالة بالمملكة إلى 12.8 % في العام الماضي. واستحدثت المملكة أول ضريبة قيمة مضافة (5 %)، في أول يناير، وبدأت تخفيض الدعم على الوقود تدريجياً. وبينما ستتمكن النساء في قيادة السيارة خلال شهور قليلة، سوف تكون تكلفة ملء الخزان باهظة، ولا توجد وظائف كافية يذهب إليها الجميع بالسيارة.
وذكر يوسف الحلو، المواطن المصري البالغ من العمر 25 عاماً، الذي قضى معظم حياته في جدة “يتم حالياً تعريف السعوديين للمرة الأولى بالعالم الحقيقي. فما كانوا يعيشون به من قبل كان مجرد قصة خيالية”. ويرى المواطن السعودي العادي أن هذه التغييرات، سواء كانت للأفضل أو الأسوأ، قد بدأت تترسخ بالفعل.
وتستخدم مجموعات من النساء الأماكن العامة دون أولياء، وكثيراً ما يعملن في بيئات عمل مختلطة ويرتدين العباءات المتلألئة بألوان الرمادي والأزرق، بالإضافة إلى اللون الأسود. ولا ترتدي بعض النساء الأوشحة أيضاً. وتتشابك أيدي الأزواج في الأماكن العامة