طالب سياسيون موريتانيون وسنغاليون معارضون ومستقلون في تصريحات وتدوينات تواصل نشرها والإدلاء بها أمس بنشر نص الاتفاق المبرم بين موريتانيا والسنغال يوم التاسع من فبراير/ شباط المنصرم.
وفي نواكشوط، دون الحسن ولد محمد زعيم المعارضة الموريتانية مطالبا «بنشر الاتفاق الموقع بين موريتانيا والسنغال».
وقال «هذه مناسبة أبدي فيها مخاوفي من أن تكون عدوى غياب الشفافية لدرجة تجاوز قانون التصريح بالممتلكات، قد أصابت الرئيس السنغالي السيد مكي صال خلال مبيته في نواكشوط».
وأضاف ولد محمد قائلا «مرتاح للاتفاق الذي حصل بين موريتانيا والشقيقة السنغال حول تقاسم حقل الغاز المشترك بين البلدين، ليس لأن ذلك يحقق الألفة بين شعبين شقيقين وينزع فتيل التوتر فحسب، رغم أهمية ذلك، بل لأنه سيساعدنا كموريتانيين في معرفة كامل حصتنا من الغاز، لأن التقاليد الديمقراطية العريقة في السنغال ستجعل الحكومة تعلن للشعب تفاصيل دخله، ونحن بحاجة لما يمكننا من معرفة حصتنا في الغاز بعد أن غُيِّبت عنا أخبار معادننا الأخرى».
وفي داكار طالب الوزير الأول السنغالي الأسبق إدريسا سك رئيس حزب «ريومي» المعارض «الحكومة السنغالية بنشر نص الاتفاق بين موريتانيا والسنغال حول استغلال حقل غاز السلحفاة، مع ملحقاته لأن من حق الشعب السنغالي أن يطلع على خفايا هذه الاتفاقية». ورد وزير العدل السنغالي سيديكي كابا على هذا الطلب مؤكدا «أن الاتفاق لا يمكن نشره قبل مصادقة نواب الشعب عليه».
وطالب نشطاء في المجتمع المدني الرئيس السنغالي بنشر بنود الاتفاق السنغالي الموريتاني حول الغاز قبل المصادقة عليه من طرف النواب لأنه سيكون من الصعب عليهم أن يغيروا نص الاتفاق بعد إقراره.
ودعا إبراهيم ديالو رئيس «تحالف أنشروا ما تصرفون» السنغالي المستقل، بالتعامل مع الاتفاق الموريتاني السنغالي حول الغاز المسال بشفافية تامة».
وقال «نحن نخوض معركة متواصلة من أجل شفافية تسيير القطاع النفطي والغازي، ولذا نطالب بنشر الاتفاق بين السنغال وموريتانيا حول الغاز المسال».
وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مقابلة أخيرة له مع مجلة «جون أفريك» الفرنسية «أن الغاز المسال لن يكون هو ما وحده، ما ستتقاسمه موريتانيا مع السنغال لذا كان علينا أن نتوصل بسرعة لاتفاق حول هذا الحقل الذي أكدت شركة «كوسموس» أن استغلاله سيبدأ عام 2021».
وأضاف «ليس من السهل إبرام مثل هذه الاتفاقيات، ولا يمكن أن نستيقظ يوما ونأخذ ورقة ونوقع اتفاقا، فالاتفاقيات لا بد لها من وقت، وقد اتخذت أنا وأخي الرئيس مكي صال القرار المناسب واتفقنا على تقاسم الإنتاج وعلى إقامة منشآت الاستغلال على حدودنا المشتركة».
وأضاف «نحن في تحضيرنا السريع لاستغلال حقل الغاز المسال، لم نبحث عن مصالح دولتينا فحسب، وإنما حافظنا كذلك على مصالح شعبينا وعلى تحسين مستوى حياة السكان».
وكان الاتفاق بين موريتانيا والسنغال قد وقع يوم التاسع من فبراير/ شباط الماضي، ويتألف الاتفاق من خمسين نقطة بينها ثمان وأربعون نقطة مقترحة من السنغال واثنان مقترحتان من الطرف الموريتاني تتعلق بفرض أو إعفاء الغاز المسال المنتج في النطاق المشترك، من المكوس والضرائب.
وينص الاتفاق المستند، على معاهدة افريج لعام 1976، على التوزيع المتساوي لجميع عائدات الحقل.
ولا يستبعد محللون استراتيجيون متابعون لأوضاع غرب أفريقيا، أن تؤدي اكتشافات حقل الغاز المسال، إلى تصدر موريتانيا والسنغال لقائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال على المستوى الدولي.
وتدرك الحكومتان الموريتانية والسنغالية، حسب تصريحات أدلى بها أمس ابريان ماكستد مدير الاستغلال بشركة كوسموس، ما سيجنيه البلدان على المدى الطويل من حقل السلحفاة الغازي المشترك بينهما والذي سيرفعهما لأعلى قائمة مصدري الغاز في السوق الدولية، كما سيوفر لهما إمكانيات لتطوير قطاعات اقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية.
وأدلى ابريان ماكستد مدير الاستغلال في شركة «كوسموس» بهذه التوقعات التي تجمع بين الخوف والرجاء في مداخلة أمام «القمة الدولية الأولى حول الحوض الرسوبي لموريتانيا والسنغال وغامبيا وبيساوو وكوناكري».
ويعتبر حقل «تورتي/آحميم» المكتشف في يناير/ كانون الثاني الماضي على الحدود الموريتانية – السنغالية، أهم منجم للغاز الطبيعي المسال في غرب أفريقيا لاشتماله على 450 مليار متر مكعب من الغاز.
وأكد ابريان «أن هذا الحقل يجمع بين صفتين مهمتين هما الجودة وسهولة الاستغلال»، مشيراً إلى «أن تسويق هذا الغاز على مستوى السوق الدولية سيبدأ مباشرة عند أول عملية استخراج عام 2021».
وأضاف «أن المقاربة التي تبناها فريق العمل الموريتاني السنغالي المتابع لعمليات الاستخراج تقوم على الأسلوب التدريجي، وهي مقاربة مهمة ستمكن البلدين من إطلاق عمليات الاستغلال والتسويق على المستوى الدولي بصورة مربحة وقليلة الكلفة».
وأوضح ماكستد «أن مشروع استغلال الغاز سينعكس إيجابا على الأسواق الداخلية لكل من موريتانيا والسنغال».
واكتشف حقل تورتي/أحميم للغاز المسال عام 2016 وهو أهم حقل للغاز في غرب أفريقيا باحتياطات قدرها 540 مليار متر مكعب، وتقدر تكاليف استغلال هذا الحقل بسبعة مليارات دولار
القدس العربي