كؤوس نقاش جديدة، حول وضعيته المالية ومستقبل ديونه التي ناهزت عشرات المليارات وفق مصادر متعددة
في تسجيله الأخير أقسم الشيخ الرضا عدة مرات بأنه ساع إلى تسديد الديون وأن لا نية له في التهرب منه، وبلغة أثارت تضامن وإشفاق العديد من الموريتانيين تحدث الشيخ الرضا عن وضعية صعبة، وعن قبوله لكل الهدايا والصدقات مهما بلغت قيمتها
من هو الشيخ الرضا
الشيخ الرضا بن محمد ناجي أحد المشايخ المشهورين في موريتانيا من مواليد 1972 بدأ اسمه يصعد بقوة في الفضاء العام منذ حوالي خمس سنوات بعد أن بدأ وكلاءه يدخلون السوق الاقتصادية بقوة
وقبل ذلك كان اسم الشيخ علي الرضا معروفا بقوة في الفضاء العلمي وبين المهتمين بالشأن العلمي والصوفي في موريتانيا
ينتمي الشيخ الرضا إلى أسرة ذات أصول مصرية، ومنها أخذ لقب الصعيدي الذي اشتهر به عدد من علماء وأعيان الأسرة المذكورة
تحلق حول الشيخ الرضا منذ ظهوره عشرات بل مئات الموريتانيين وخصوصا من منطقة الترارزة، وكان لظهوره دافع قوي لمحظرة الصعيديين الذين استقطبت مئات الطلاب كانوا يحصلون على دراسة محظرية نوعية، وفي وضعية مريحة، يجدون خلالها المأوى والإحسان والإكرام المالي أيضا
ربط الشيخ علي الرضا علاقات مع جهات خليجية معتبرة، وفق مصادر مقربة منه، حيث شفي على يديه مرضى من أسر ثرية ومن زعامات اجتماعية مرموقة
وقد زاد من تركيز الإعلام على الشيخ الرضا حالة الثراء المثيرة التي يظهر بها أنصاره والمقربون منه، إضافة إلى ابتعاده هو عن الأضواء والتزامه خلوة العبادة
اشتبهت السلطات الأمنية في عهد الرئيس معاوية ولد الطايع في الشيخ الرضا، ووفق مصادر متعددة فقد أصدر الرئيس ولد الطايع أوامر باعتقاله وكان يسعى إلى اتهامه بالعلاقة مع القاعدة وذلك ضمن حملة اتهام واعتقالات واسعة شملت عددا من الرموز الإسلامية في موريتانيا
وتضيف المصادر إن مدير الأمن الأسبق الرئيس اعل ولد محمد فال تمكن من إخراج الشيخ الرضا من موريتانيا، قبل نفاذ أمر الاعتقال وذلك تبعا لعلاقات روحية تربطه بالشيخ المذكور
شيخ النصرة
نشط أنصار الشيخ علي الرضا بقوة في حملة النصرة النبوية وعبأ أنصاره بقوة لمواجهة مختلف حملات التشهير والإساءة ضد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أنشأ المنتدى العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم أياما قليلة بعد نشر صحف دنماركية الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وظل المنتدى ينظم أنشطة النصرة بشكل دوري ومستمر قبل أن تنتقل إلى دورية أسبوعية خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
أزمة في الاقتصاد
أثارت معاملات الشيخ الرضا أزمة غير مسبوقة في سوق العقارات والسيارات، حيث تدفق مئات الأشخاص يبيعون منازلهم وعقاراتهم لوكلاء الشيخ الرضا الذين كانوا يدفعون في العقار ثلاثة أضعاف ثمنه أو أكثر على تسديد مؤجل، قبل أن يبيعوا نفس العقار بأقل من ربع ثمنه في الغالب
وبسبب تلك المعاملات انهارت سوق العقارات التي كانت تشهد حالة غلاء غير مسبوقة.
وضمن هذه المعاملات تمكن فريقان من الحصول على منازل وعقارات، حيث تمكن فقراء ومتوسطو دخل من الحصول على منازل جاهزة بأقل من نصف أسعارها الطبيعية، كما تمكن مسؤولون وتجار كبار، من الحصول على سلاسل من أرقى المنازل والعقارات بأسعار بسيطة.
وتتحدث مصادر من رجال الأعمال الموريتانيين عن وصول ديون الشيخ الرضا إلى أكثر من 60 مليار أوقية، فيما يتحدث آخرون عن أقل من ذلك بكثير مؤكدين أن ثمة مبالغة في تحديد الديون المستحقة على الشيخ الرضا
إلى أين تتجه الأزمة
يظهر التسجيل الصوتي للشيخ علي الرضا صعوبة وضعه المالي بشكل لا مراء فيه، ويظهر استدراره لعون المحسنين من أجل حلحلة أزمة اقتصادية ولا يستبعد مراقبون للوضع أن تتجه الأمور إلى
إعلان رسمي لإفلاس الشيخ الرضا ووكلائه، قبل أن يختفي عن الأنظار وهو ما تنفيه تصريحات الشيخ المتكررة وأيمانه المغلطة في تسجيله الأخير
ثورة للدائنين يتجهون بموجبها إلى محاولة استرداد عقاراتهم المفقودة بالقوة، وهو ما قد يدفع إلى مصادمات عنيفة بين الملاك الأصليين للعقارات وبين ملاكها الحاليين قبل أن يفتح بوابة أزمة جديدة.
إعادة المنازل والعقارات التي بحوزة وكلاء الشيخ الرضا إلى ملاكها الأصليين والسعي إلى إجراء تفاهمات قبلية واجتماعية موسعة من أجل حلحلة الأزمة
حملة تبرعات واسعة تقوم بها القبائل والزعامات السياسية والدينية في البلد من أجل إسعاف الشيخ الرضا في ورطة الديون ومن المتوقع أن لا تتوسع تلك الحملات
وبين الخيارات المتعددة، يبقى ديون الشيخ الرضا أبرز أزمة اقتصادية يواجهها البلد منذ الاستقلال إلى اليوم.
ريم آفريك