استنكرت الجمعيات الإسلامية السنغالية أثناء وقفة احتجاجية نظمت أمس بعد صلاة الجمعة في داكار الزيارة التي أداها لإسرائيل أواخر آذار/مارس الماضي، سيديكي كابا وزير خارجية السنغال، ملزمة الوزير كابا بالاستقالة.
وطالب قادة هذه الجمعيات المنتظمة في منتدى «نيتو دق» في بيان تلي خلال الوقفة أمس «الوزير كابا بالاستقالة والرئيس صال بإقالته، مستنكرين ظهوره تحت علم السنغال وهو يلبس طاقية اليهود ويتمسح أمام حائط المبكى بالقرب من المسجد الأقصى معراج الرسول عليه السلام وأولى قبلتي الإسلام».
«ونظرا لما يمثله المسجد الأقصى الرمز التاريخي الهام في قلب كل مسلم بوصفه أولى القبلتين»، يضيف البيان، «ولأن المسجد الأقصى كان منطلق الرسول الكريم في مناسبتي الإسراء والمعراج، ولأن إسرائيل تواصل خرقها للقانون الدولي وتحديها للمجموعة الدولية وامتناعها عن تنفيذ توصيات مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة، وبما أن القدس والمسجد الأقصى غير خاضعين قانونا لدولة إسرائيل، ولأن الوزير سيديكي قد أيد بموقفه المخزي سياسة إسرائيل الظالمة، ولأن السنغال تتولى منذ 1975 رئاسة اللجنة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ولمساهمة السنغال التاريخية في إصدار التوصية رقم 2334 بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الاول 2016 المنددة بسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ولأن ارتداء الوزير للطاقية اليهودية وتمسحه بحائط المبكى يعتبر عملا خطيرا من منظور الإسلام بالنسبة لشخص يمثل بلدا أكثر من 95 بالمئة من سكانه مسلمون، واعتبارا لما أظهره سيديكي كابا من حماس شديد خلال زيارته الرسمية لإسرائيل، فإننا نطالب بالاستقالة المباشرة للوزير من منصب وزير الشؤون الخارجية».
ودعت الجمعيات الإسلامية السنغالية «الحكومة السنغالية لتقديم اعتذارها السريع للسلطات الفلسطينية، وللشعب السنغالي الذي لم يتخلف قط عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني البطل».
وألزمت الجمعيات «الحكومة السنغالية بإنهاء كافة أشكال التعاون مع إسرائيل اعتبارا لوضع السنغال كبلد مسلم ولكونه يتولى منذ 1975 رئاسة اللجنة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني».
وضمن ردود الفعل المنددة، على مستوى السنغال، بزيارة وزير الخارجية السنغالي لإسرائيل، أكد سيدي الأمين رئيس مجموعة «والفجر» الإعلامية «أن زيارة سيديكي فضيحة كبرى».
وقال في تصريح أذاعته قناة «والف» السنغالية أمس «ظهور كابا سيديكي بطاقية يهودية، احتقار للشعب السنغالي الذي يعمل الوزير سيديكي تحت علمه الوطني».
وأكد سيدي الامين «أن على وزير الخارجية السنغالي أن يتوب ويعتذر من قبيح فعله».
وتعتبر زيارة الوزير السنغالي هذه، ثاني زيارة رسمية يقوم بها مسئول سنغالي رسمي لإسرائيل حيث جاءت سبعة وأربعين عاما بعد زيارة الرئيس السنغالي الأسبق ليوبولد سيدار سنغور للدولة العبرية عام 1971.
يذكر أن الرئيس السنغالي مكي صال مهتم بتوطيد علاقاته مع إسرائيل رغم تعرض هذه العلاقات لعدة هزات، حيث التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على هامش القمة الحادية والخمسين لمجموعة غرب إفريقيا الاقتصادية التي عقدت في مونروفيا عام 2017.
ومرت العلاقات السنغالية – الإسرائيلية خلال العام الماضي بأزمة كادت أن تعصف بها بعد أن احتجت إسرائيل على تصويت السنغال لصالح توصية تدين سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
ومع التمسك بالموقف من سياسة الاستيطان، قبلت حكومة داكار عودة السفير الإسرائيلي إلى السنغال، واعتمدت سفيرا لها في تل أبيب خلال شهر آب/أغسطس الماضي.
وتواجه سياسة تقرب حكومة الرئيس من إسرائيل عرقلة كبيرة من طرف الجمعيات الإسلامية ومشائخ الطرق الصوفية الذين يشكلون مجموعات ضغط سياسية وخزانات انتخابية لا يمكن لرئيس أن يحكم السنغال من دون ولائها.
القدس العربي
الجمعيات الإسلامية السنغالية تستنكر زيارة وزير خارجية البلاد لإسرائيل
ألزمته بالاستقالة وانتقدت ظهوره بطاقية «يهودية» أمام حائط المبكى