بحثت مليا في قاموس الثناء والمديح, لأجد العبارات التي تعبر عن مشاعر الامتنان ورد الجميل للشعب الموريتاني العظيم, الذي أخرجني من غياهب الأوهام, وانتشلني من بين أمواج الخيال, وأخرجني من قاع الألم والحسرة على حاله ومآله, وأزاح عن كاهلي عبء التفكير في تخليصه مما اعتبرته, وغيري من المغفلين, ويلات حكم العسكر.
شكرا لأصحاب الأحذية "الناعمة", ولشيوخ القبائل "المتنورين", وللمثقفين "الأوفياء", ولساسة الموالاة "المخلصين"... والشكر موصول للمعارضين "الموالين" منهم و"المستقيلين".
لقد تابعت طوابير الشعب التي تساق صباح مساء إلى حبال مشانقها, وتبري لجزاريها السكاكين, وهي في قمة السعادة والانتشاء. ورأيت كيف يصطف شيوخ القبائل والساسة والمثقفون والأطر والعاطلون والطلبة والنساء والشباب, كأنهم بنيان مرصوص, للانتساب لحزب السلطة, التي خلتها, وغيري من المغفلين, المسؤول الأول عن حالات البؤس والحرمان والشقاء التي طالما حدثونا عنها فرادى, وصرحوا بخلافها مجتمعين وأمام عدسات القناة الرسمية.
أجدد الشكر لهذا الشعب "العظيم" الذي علمني كيف أمارس حسن الإسلام بترك ما لا يعنيني.. فهو سعيد بنفاقه وحرمانه وعذاباته.
فكيف أشقى بمصدر سعادة غيري بعد أن قطعت الشك يقينا بأن الإصلاح مصدر شقاء لشعب أتمنى له كامل السعادة, ولو على حسابي وأمثالي من الأغبياء.