تصدر البكاء والترحم على ضحايا طريق الأمل أشهر وأطول الطرق بموريتانيا واجهات صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الموريتانية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وتجدد الحديث عن وضعية الطريق الأكثر ضحايا خلال الفترة الماضية بعد حادث سير مؤلم وقع صباح أمس الجمعة 06 يوليو 2018 إثر سقوط شاحنة على سيارة صغيرة ما أسفر عن وفاة أسرة بكاملها تضم زوجين في مقتبل العمر رفقة ابنتهما.
من المسؤول؟!
وحمل مدونون الحكومة المسؤولية عن تزايد حوادث السير على الطريق بفعل انتشار الحفر والتشققات وزحف الرمال دون تدخل حكومي، وتحدث عن آخرون خطورة تساهل وحدات الشرطة والدرك وأمن الطرق المنتشرة على طول الطريق مع الشاحنات ذات الحمولة الزائدة.
وانتقد آخرون بشدة ما اعتبروه تبريرًا للإهمال الإهمال الحكومي من طرف النائب البرلماني عن مقاطعة انبيكت لحواش يرب ولد المان، حيث اعتبر في تدوينة بصفحته في "فيسبوك" أن وزير النقل يتعرض لحملة إعلامية تدار من طرف جهات معروفة ويستغل فيها الحادث المؤلم، بحسب تعبيره.
وعلق المدون حميد ولد محمد في تدوينة بموقع فيسبوك: "هؤلاء هم نوابنا انتخبوا للوقوف مع الحكومة وليس الشعب. بالمناسبة هو نائب شاب وأصغر نائب في برلمان القبائل الحالي.. يا للوقاحة!".
كما دون محمد ولد الشيخ عبدي في صفحته بموقع "فيسبوك" بالقول إن المجتمع بات يمجد الفاسدين ويشجع المفسدين، مشيرا إلى أنه لو وجدت سلطة تحترم نفسها لاستقال الوزير الأول ووزير التجهز والنقل.
بكاء الشعر
عدد من الشعراء بكوا ضحايا الطريق في أبيات شعرية نشروها على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
الشاعر أدي ولد آدب علق على الحادث بمقطوعة شعرية أشار فيها إلى أن الطريق بات يبعد أكثر مما يقرب، وجاء في المقطوعة:
"ألمًا".. صرْتَ.. إذْ تَحَوَّلْتَ.. "أفْـعَى"
تقتلُ السالــــــــكينَ.. شَرْقا.. وغَـرْبا
كلَّما.. ســــــارَ.. آمِلٌ.. فيكَ.. وصْلا
زادَ.. بُعْدًا.. وازْدَاد- للمَـوْتِ- قُـــرْبَا
من جانبه دوّن الإعلامي محمد الأمين ولد محمودي معلقًا بأبيات شعرية على الحادث:
بلادي كذبنا عليك فقلنا:
"وعند نداك نلبي أجل"
نموت اذا ما سلكنا- نلبي
نداك سراعا- طريق الأمل
فكيف نلبي وكيف نعين
وكل طريق إليك.. أجل
أما الفنان التشكيلي خالد ولد مولاي إدريس فرسم بريشته لوحة عكس من خلالها واقع الطريق الذي تحول من طريق الأمل إلى طريق الألم، كما يصفه مدونون.
وكان لافتًا أن نسبة كبرى من التدوينات التي بكت ضحايا حادث الجمعة عادت بأصحابها إلى استذكار حوادث سابقة راح ضحيتها أفراد من أسرهم وأصدقائهم.