حذفت بعض المواقع الإعلامية التركية الناطقة بالعربية، من حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، إحدى العبارات الواردة في تصريحات أردوغان عن قبوله لدخول النظام السوري لمنبج، بينما وردت العبارة في النسخة الإنكليزية والتركية من هذه المواقع، دون حذف.
الرئيس التركي، قال في تصريحات لقناة NTV التركية، إنه لا يرى أن دخول النظام السوري “أمر سلبي” للغاية بالنسبة له، فهي بالنهاية “أرضهم”، ولكن ما يهمه هو عدم وجود “التنظيمات الإرهابية”.
وبالاطلاع على النص الأصلي الوارد في موقع قناة NTV، نجد أن العبارة وردت نصا بالشكل التالي: (ليس سلبياً للغاية بالنسبة لي، أن دخل النظام في منبج. لماذا؟ في النهاية هي أرضهم، لكن من المهم بالنسبة لي أنه لا توجد منظمات إرهابية).
وفور نشر وكالة رويترز للتصريحات حسب النص الأصلي، قامت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي الإعلامية الناطقة بالعربية، بنشرها أولا، ثم سارعت بحذفها، لكن العبارة ظلت موجودة ضمن النصوص الداخلية للمواضيع، كما في موقع تي آر تي عربي، لكن نفس القناة تجنبت ذكر العبارة في حسابها العربي على موقع تويتر، لكن حسابيها باللغة الإنكليزية والتركية ذكرا العبارة.
وبينما تجنبت وكالة الأناضول، الرسمية التركية، ذكر هذه العبارة، نشرتها جريدة يني شفق المقربة من الحكومة، وأبرزتها معظم المواقع التركية الأخرى.
ويبدو أن الحرج الذي تسببت فيه هذه التصريحات بالنسبة للجمهور العربي المعارض بشدة للنظام السوري، دفع بتلك المواقع القريبة من الحكومة التركية لحذف تلك العبارة، خصوصا أنها تأتي بعد 24 ساعة على تصريحات مناقضة لأردوغان، تتحدث عن استمرار عملية “نبع السلام” و”منبج سيدخلها أصحابها الحقيقيون”.
ورغم الانتقادات التي أثارتها العبارة، في صفوف جمهور المعارضة السورية، إلا أن هذه التصريحات ليست الأولى للحكومة التركية، فقد سبق للخارجية التركية ورئاسة الوزراء التصريح أكثر من مرة بالترحيب “بسيطرة الجيش السوري على أراضيه”.
كما أن نصوص تفاهمات أستانة تتحدث عن احترام سيادة ووحدة أراضي الدولة السورية، وعمليا فإن أنقرة تدخلت في سوريا وفق تفاهمات مع موسكو في إطار أستانة الذي يحدد نشاطها العسكري ضد الفصائل الكردية فقط، وقد منعت الفصائل المنضوية في عملياتها العسكرية من مقاتلة النظام السوري خلال معارك درع الفرات أو غصن الزيتون، إذ كانت معاركها موجهة ضد التنظيمات الكردية تحديدا.
ويبدو اختلاف الأولويات بالنسبة لحلفاء المعارضة السورية معضلة مستمرة تواجههم في نزاعهم مع النظام السوري، فبينما تهدف الثورة السورية لإسقاط النظام السوري، فأن أحد أهم حلفائهم، تركيا، باتت حليفة لحلفاء النظام، طهران وموسكو، وباتت أولوياتها في سوريا هي محاربة التنظيمات الكردية وليس نظام الأسد.