دأب الرؤساء السابقون منذ الإستقلال على زيارات لجميع ولايات الوطن وللأماكن التي تحتاج الدعم المعنوي والتنموي وغير ذلك حتى اليوم
وكانت هذه الزيارات في معظمها زيارات كرنفالية لا تلبث أن تختفي كل مظاهر الإحتفال بعيد مغادرة الوفود
وسنعرض بعض طبيعة هذه الزيارات ففي عهد الإستقلال وتحديدا رئاسة المخطار ولد داداه كانت هذه الزيارات تتسم بالجدية والإطلاع الفعلي على أحوال المواطنين، لكن نتائجها كانت دون المستوى فلم تؤسس لدولة حديثة وعصرية تعتمد على بنى تحتية صلبة تمكنها من النهوض والإلتحاق بمصاف الدول
وفي عهد الرئيس محمد خونه ولد هيداله كانت هذه الزيارات مفاجئة في بعضها لتخفيف التكاليف وللتعرف على طبيعة عمل الوزراء والولاة لكن النتيجة المرْضية لم تتحقق منها بل ذهب كل ذلك أدراج الرياح
أما في عهد ولد الطايع فقد اتخذت منها مغايرا فكان هدفها الأساسي سهرات تقام وليالي شعرية وأدبية و بذج ومرج وغير ذلك، ولم يكن للمواطن فيها دور يذكر
ولم يتغير الحال في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بل اتخذ منهجا مضللا جعل الناس يلتفون من حوله بوصفه رئيس الفقراء وهو أمل سرعان ما تبدد وتلاشى وأصبح الرئيس فعلا رئيس الفقراء
وفي الوقت يمكن أن نقول بأن حليمة بدأت تعود لعادتها القديمة، فزيارة الحوض الشرقي لم تأتي بجديد فقد استقبله الضعفاء وسط المياه الراكدة والسيول التي تملأ شوارع المدينة وقدم لهم وعودا لن تغير كثيرا من أحوال ضعفائهم ولن تبني لهم طريقا تربط مدن الولاية ببعضها، تلك الولاية التي يسكنها قرابة نصف المليون نسمة وصوتت بنسبة تجاوزت ٨٣ في المائة، وتعيش عاصمتها منذ أكثر من شهر في ظلام دامس وكأن كهربتها أمر مستحيل ومكلف لخزينة الدولة رغم أنه تتم فوترته على المواطن بأضعاف مضاعفة
وليست زيارة المدينة المنجمية منا ببعيد، فقد استقبله عمالها الذين أنهكتهم سموم ومخلفات استخراج المعادن، ولم يستطع منتخبوهم توصيل معاناتهم إلا إمرأة من عامة الناس وقفت بأعلى صوتها وأسمعته حقيقة معاناة المدينة من عطش وضعف للتغطية الصحية وغير ذلك، لكن هل وجدت من يستمع إليها أم أن رسالتها دخلت آذنهم وخرجت من الأخرى...!!
وسترون ما ستأتي به زيارة كوركول، أكثر مناطق البلاد فقرا وتهميشا وضياعا على مر العصور،
في السنة الماضية تم افتتاح السنة الدراسية من مقاطعة الرياض، منطقة الترحيل، لكنه يوم واحد ولم يتغير بعده حال فلم تدعم فيه كفاءات المدرسين ولا الطلاب، ولم يتم تمييز معنوي لهم بل هي مظاهر إحتفالية لا تلبث أن تنجلي فتتبخر
كفانا مغالطة للرأي العام فلم يعد ذلك الأمر خفيا على أحد فقد سئمنا الشعارات الزائفة والأكاذيب المضللة فقد آن الأوان لأن نتخلى عن الفساد..