قالت نشرية حزب البعث الموريتاني اليوم الاحد ان لأصوات "المبحوحة" التي "نددت" بتحركات السفير الامريكي ، المنافية لصفته الديبلوماسية ، غير كافية. فهذا السفير ، في تواصله مع جهات موريتانية معروفة للجميع، لا يتحرك بذهنية الديبلوماسي الأجنبي المقيد بالأعراف والقوانين الدولية ، وإنما يتصرف في بلادنا بكامل الثقة أنه الحاكم بأمره علينا. فعلى شاكلة تصرفات ابريمر ، حاكم العراق بعد الاحتلال، فإن سفراء أمريكا يتدخلون في كل تفاصيل حياتنا السياسية، وينصبون أنفسهم قضاة أحيانا فيصدرون الأحكام القيمية على الأفراد ، وتارة أصحاب وصاية على القوى السياسية "الوطنية"، يفضون نزاعاتها ،وتارة نجدوهم "قادة" جيشنا ،الذين يحددون أولوياتنا العسكرية وحاجاتنا الأمنية؛ وتارة نراهم خبراءنا في الاقتصاد يرتبون لنا درجات الأهمية في محاور تنميتنا الوطنية...
وهكذا هو سلوك سفراء الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ، على الدوام. وهذا السلوك ،بالمناسبة ،ليس جديدا. أما حكوماتنا المتعاقبة ونخبنا السياسية ،وخصوصا منها تلك " المؤهلة" للسلطة ، أو الماسكة لها ، فإن قبلتها ، في كل أمر، هي السفارات الغربية عموما ، والأمريكية خصوصا، وبالتالي فهذه النخب هي المسؤولة عن هذا الاستهتار الفاضح بسيادتنا الوطنية ، لقبولها بالدونية والاستقواء ،بعضها على بعض، بمواقف الدول الأجنبية، وبالخصوص الولايات المتحدة الأمريكية.
واعتبر حزب البعث الموريتاني ان التنديد بالبيانات يظل مجرد "تسجيل موقف" بينما المطلوب من الحكومة هو استدعاء أي سفير يتجاوز ما تسمح له به الأعراف والمواثيق الدولية وتقديم انذار له ، عند الاقتضاء. ويبقى من واجب القوى السياسية والحزبية الكف عن التدافع أمام السفارات الأجنبية لطلب الحظوة والامتياز لديها ، على حساب سيادة الوطن وهيبة الدولة.