النيجر.. تأجيل اجتماعين لمجلس السلم الأفريقي وقادة جيوش إيكواس ومظاهرات قرب قاعدة فرنسية في نيامي وتقارير غربية تتحدث عن نجاح الانقلابيين
قرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إرجاء اجتماعه المقرر السبت لبحث تعليق عضوية النيجر، وذلك لإجراء مزيد من المشاورات. في حين حذرت روسيا من أن التدخل العسكري في هذا البلد سيزعزع استقرار المنطقة.
وقال حسومي مسعودو (وزير الخارجية بحكومة الرئيس محمد بازوم) إن الخيار العسكري الذي تدرسه إيكواس ليس حربا ضد النيجر وشعبها، بل هو عملية ضد محتجزي الرهائن، داعيا قادة المجلس العسكري لوضع حد للانقلاب لتفادي تلك العقوبات.
وقد أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) -على لسان المتحدث باسمها- أن قادة جيوشها سيجتمعون الأسبوع المقبل من أجل التخطيط لتدخل عسكري محتمل في النيجر.
وكان من المقرر أن يلتقي قادة أركان جيوش دول "إيكواس" في العاصمة الغانية أكرا -اليوم السبت- لكن الاجتماع جرى تأجيله "لأسباب فنية".
وكان اجتماع إيكواس الاستثنائي -الذي عقد أول أمس بالعاصمة النيجيرية- قد انتهى إلى الإعلان عن اللجوء للحلول الدبلوماسية بشأن الأزمة، مع الإبقاء على كل الخيارات مطروحة على الطاولة، كما طالب بتفعيل القوة الاحتياطية للمجموعة على الفور.
مدة الفيديو 02 minutes 56 seconds02:56
روسيا تحذر
في الأثناء، قالت الخارجية الروسية إن التدخل العسكري في النيجر سيؤدي لمواجهة مطولة ويزعزع الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء، حسب تعبير بيان هذه الوزارة.
وأعلن البيان الروسي الترحيب بجهود الوساطة التي تقوم بها مجموعة إيكواس من أجل إنهاء الأزمة.
وفي المقابل، قال مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن لدى إيكواس عبد الفتاح موسى إن المجموعة ستحمّل روسيا المسؤولية إذا انتهكت شركاتها العسكرية حقوق الإنسان بالمنطقة.
وأشار موسى -في مقابلة مع قناة نيجيرية محلية- إلى أن مجموعة فاغنر موجودة في مالي عبر اتفاق مع روسيا، وبالتالي فأي "تخريب" تحدثه، فإن موسكو تتحمل المسؤولية، حسب تعبيره.
وشدد على أن "إيكواس" لن تسمح بأن تكون منطقة غرب أفريقيا ساحة حروب بالوكالة، ولا تريد أن تتدخل الشركات العسكرية الخاصة في بيئة الصراع بالمنطقة "لأننا نعرف عواقب أفعالهم، ونحن نتخذ كل الخطوات للتأكد من أننا سنوقف ذلك".
وأشار موسى إلى أنّ مجموعة فاغنر ليست متورطة في الانقلاب العسكري بالنيجر لكنها قد تستفيد مما يحدث، حسب تعبيره.
اتصال بلينكن وإيسوفو
أفادت الخارجية الأميركية بأن الوزير أنتوني بلينكن أعرب -في اتصال مع رئيس النيجر السابق محمد إيسوفو- عن قلقه البالغ من استمرار اعتقال الرئيس محمد بازوم وعائلته بشكل "غير قانوني" وفي ظل ظروف سيئة.
وأعرب بلينكن عن استيائه من رفض -من استولوا على السلطة في النيجر- الإفراج عن أفراد عائلة بازوم كبادرة حسن نية.
وأكد الوزير عزم الولايات المتحدة على إيجاد حل سلمي يضمن للنيجر أن تظل شريكا يُعوّل عليه في المنطقة، وفق الخارجية الأميركية.
تشغيل الفيديو
مدة الفيديو 00 minutes 54 seconds00:54
مظاهرات ضد فرنسا
وفي العاصمة النيجرية، تجمع آلاف من مؤيدي الانقلاب للاحتجاج قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي.
ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة لباريس، كما رددوا هتافات ضدها وضد منظمة إكواس.
وينصب قدر كبير من الغضب على فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي طردت الجارتان مالي وبوركينا فاسو قواتها في أعقاب الانقلابين هناك. ويتعرض وجود فرنسا بالنيجر لتهديد أيضا. وفي الأيام التي أعقبت الانقلاب، هاجم محتجون السفارة الفرنسية.
وفي تطور آخر، عقدت الحكومة التي شكلها المجلس العسكري في النيجر أول اجتماع لها أمس برئاسة عبد الرحمن تياني رئيس المجلس العسكري الحاكم.
وذكر التلفزيون الرسمي أن الحكومة عيّنت مديرا عاما جديدا للشرطة.
على الصعيد نفسه، التقى وزير الدفاع المعين من المجلس العسكري برئيس السلطة الانتقالية بمالي، العقيد أسيمي غويتا، وجرى اللقاء في العاصمة المالية باماكو، دون الكشف عن ما دار فيه.
من اخرى قال تقرير في “واشنطن بوست” في حديثه عن المجلس العسكري في النيجر: “يبدو أنه يفوز في مواجهته مع جيرانه في غرب أفريقيا والغرب”.
جاء هذا التقدير بعدما انقضى الموعد النهائي الذي قدمته الكتلة الإقليمية إيكواس، يوم الأحد، للجنرالات المسؤولين عن الانقلاب في النيجر للتنحي وإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة مع القليل من الدلائل على استعداد دول مثل نيجيريا أو السنغال للتدخل العسكري، بحسب التقرير.
وأضافت الصحيفة الأميركية: “لم يكن من المفترض أن يكون الأمر هكذا، فقد كان يُنظر إلى النيجر، على عكس مالي وبوركينا فاسو، على أنها حصن أكثر أماناً وتأييداً للغرب في منطقة الساحل المضطربة والفقيرة والممزقة، وأنها أكثر انسجاماً مع واشنطن وباريس من جيرانها”.
وبحسب الصحيفة، “على الرغم من وجود بعض الآراء التي تعتقد أن بإمكان عكس نتائج الانقلاب، فقد اتخذ مؤيدو الانقلاب، وخصوصاً على منصات التواصل الاجتماعي، خطاً معادياً للغرب بشكل لافت للنظر، ووصفوا حكومة بازوم والمدافعين الإقليميين عنها بأنهم دمى في يد القوى الإمبريالية”.
وتبدو النظرة النيجرية إلى الأحداث لدى المجلس العسكري شبه مطابقة للرواية الشعبية المتداولة عقب الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو، بعدما أطاح المجلس العسكري، بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني رئيس الحرس الرئاسي في النيجر، الرئيس بازوم في 26 تموز/يوليو، وعلق دستور النيجر، واعتقل المئات من أركان النظام السابق.
ورداً على ذلك، فرضت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عقوبات صارمة على النيجر، وأغلقت الحدود، وأوقفت واردات الكهرباء، وعرقلت المعاملات المالية.
ولكن حتى مع تأثير هذه الإجراءات، يبدو النظام الجديد غير متهور، فقد التقى قادتها وفوداً من الجارتين مالي وبوركينا فاسو، وهما دولتان تسيطر عليهما المجالس العسكرية التي تمّ تنصيبها مؤخراً، ويبدو أنهم يرفضون الطلبات الغربية للتخلي عن السيطرة.