عهد البناء في موريتانيا: نحو دولة حديثة بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني/ بقلم محمد عبد الله

سبت, 05/17/2025 - 01:24

تشهد الجمهورية الإسلامية الموريتانية في السنوات الأخيرة تحوّلاً نوعيًّا في بنيتها التنموية والسياسية، وذلك في ظلّ ما اصطلح عليه بـ"عهد البناء"، الذي يتجسّد تحت قيادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. هذا العهد، الذي بدأ مع انتخابه رئيسًا للجمهورية في عام 2019، يتميّز بتكريس رؤية تنموية شاملة تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، تعزيز البنية التحتية، ترسيخ الحكامة الرشيدة، وضمان السيادة الوطنية في مختلف القطاعات.
أولًا: رؤية تنموية شمولية
جاء برنامج "تعهداتي" ليكون الإطار المرجعي لعهد البناء، حيث سعى الرئيس الغزواني إلى تحويله من مجرد تعهدات انتخابية إلى واقع ملموس. وقد تمحورت هذه الرؤية حول محاور أساسية، منها: مكافحة الفقر والهشاشة، إصلاح التعليم، تطوير النظام الصحي، تحسين الولوج إلى الخدمات الأساسية، وتوسيع البنى التحتية.

ثانيًا: تسريع وتيرة المشاريع الاستراتيجية
في الأسبوع الأول من شهر مايو 2025 فقط، تم تدشين سبعة مشاريع كبرى في قطاعات حيوية، وهو ما يعكس ديناميكية حكومية واضحة. من أبرز هذه المشاريع:
جسر الصداقة الذي يربط بين ولايات نواكشوط الثلاث ويهدف إلى تحسين انسيابية الحركة المرورية وتعزيز الربط الحضري.

مركز نواكشوط للبيانات، الذي يشكّل نقطة تحول في مسار السيادة الرقمية ويُعزّز من قدرة الدولة على حماية بياناتها ومعالجة خدماتها إلكترونيًّا.
المعهد العالي للرقمنة، الذي يؤسس لتكوين نخب وطنية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

المركز الوطني لنقل الدم، خطوة استراتيجية لدعم المنظومة الصحية وتعزيز ثقافة التبرع الطوعي.

مشروع "حركية نواكشوط" للنقل الحضري، الذي يسعى لتطوير البنية التحتية للنقل وتقليص انبعاثات الكربون.

المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء في حلتها الجديدة، والتي ستُسهم في تخريج أطر مؤهلة لإدارة الشأن العمومي بكفاءة وشفافية.
جسر التآزر، الذي يُعزز شبكة النقل ويؤكّد اهتمام الدولة بالمناطق المهمشة.
ثالثًا: تكريس مبادئ الحكم الرشيد
تميّز عهد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بإرادة سياسية واضحة لتكريس الشفافية ومكافحة الفساد، من خلال دعم استقلالية القضاء، وتعزيز دور المؤسسات الرقابية، وإرساء دعائم الإدارة الرقمية لتقليل الهدر والرشوة. كما حظيت فئات الشباب والنساء باهتمام خاص عبر سياسات إدماجية وبرامج تمكين اقتصادي.

رابعًا: تحديات المرحلة وآفاق المستقبل

رغم الإنجازات الملحوظة، فإن مسار البناء يواجه تحديات موضوعية، منها ضغوط اقتصادية خارجية، ونقص الكفاءات الفنية، فضلاً عن الحاجة إلى تسريع وتيرة التنفيذ في بعض المشاريع. ومع ذلك، فإن الإرادة السياسية والرؤية الاستراتيجية التي يطرحها فخامة الرئيس تشكّل أساسًا متينًا لمواصلة الإصلاح وتحقيق الأهداف التنموية المرسومة في أفق 2030.
إن عهد البناء الذي يقوده الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لا يُعد مجرّد شعار، بل هو مسار فعلي لإعادة صياغة النموذج التنموي الوطني، بما يستجيب لتطلعات المواطن الموريتاني ويضع موريتانيا على سكة الحداثة والاستقرار. ويتطلب هذا العهد تضافر الجهود بين الدولة والمجتمع المدني، حتى تثمر هذه الرؤية وطنًا قويًّا، مزدهرًا، وعادلًا لكل أبنائه.