.jpg)
تُعد بعض العوارض الصحية مصدر إزعاج حقيقي للأفراد، وقد تؤثر بشكل مباشر على حياتهم الاجتماعية والنفسية. ومن بين أكثر هذه المشكلات إحراجًا وإزعاجًا هي مشكلة تسرب البول اللا إرادي أو ما يُعرف طبيًا بـ”سلس البول”، التي تمنع الكثيرين من ممارسة حياتهم الطبيعية بثقة.
تشير الإحصاءات إلى أن ما يصل إلى 30% من كبار السن يعانون من سلس البول، وتُعد النساء الفئة الأكثر إصابة، إلا أن نسبة الرجال المصابين ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي.
ما هو سلس البول وما أسبابه؟
ad
سلس البول هو خروج البول من المثانة بشكل غير إرادي، وهناك عدة أنواع منه تختلف أسبابها وطرق علاجها، ومنها:
سلس البول الإلحاحي: يحدث عند الشعور برغبة مفاجئة وقوية في التبول لا يستطيع الشخص تأجيلها، ما يؤدي إلى تسرب البول قبل الوصول إلى الحمام. وغالبًا ما يكون ناتجًا عن وجود مهيجات في المثانة مثل:
القهوة (حتى المنزوعة الكافيين)
ad
الأطعمة الحارة
المحليات الصناعية
سلس البول الإجهادي: يظهر عند القيام بمجهود بدني مثل السعال، العطس، الضحك أو رفع شيء ثقيل. وهو أكثر شيوعًا بين النساء، ويمكن أن يتفاقم بسبب:
زيادة الوزن
الإمساك المزمن
ويشبّه الأطباء المثانة بخزان يتجمع فيه البول طوال اليوم، وعند زيادة الضغط عليه أو انقباضه بشكل غير طبيعي، يحدث التسرب.
ويشرح الدكتور ستيفن سامرز، المدير الطبي في عيادة المسالك البولية بجامعة يوتا الأميركية، أن الجسم أحيانًا “يتفاعل مع الضغط الزائد بتسريب كمية من البول لتخفيف التوتر عن المثانة”.
كيف يمكن الوقاية من سلس البول؟
بحسب الدكتورة جينيفر مايلز توماس، أستاذة جراحة المسالك البولية بجامعة نورث وسترن، فإن اتباع نمط حياة صحي يُعد الخطوة الأولى للوقاية من سلس البول.
فيما يلي أبرز النصائح الوقائية:
اتباع نظام غذائي غني بالألياف من خلال الإكثار من تناول الفواكه والخضروات، ما يُساعد على تجنّب الإمساك، الذي يزيد من الضغط على المثانة.
تقليل استهلاك مهيجات المثانة مثل الكافيين والأطعمة الحارة والمشروبات الغازية.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فهي لا تحسّن فقط من صحة القلب، بل تساهم في الحفاظ على وزن صحي، وهو عامل مهم للسيطرة على السلس.
تمارين كيجل لتقوية عضلات قاع الحوض، وهي التمارين التي يُنصح بها للنساء والرجال على حد سواء، ويمكن تعلّمها بمساعدة اختصاصي علاج طبيعي.
تجنب الإكثار من مدرّات البول، إلا بوصفة طبية، لأنها تزيد عدد مرات التبول وقد ترفع خطر التسرب.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
من المهم عدم تجاهل المشكلة أو الشعور بالحرج منها، إذ يُوصى بمراجعة الطبيب فور ملاحظة أي أعراض مستمرة لسلس البول.
الطبيب سيقوم بتقييم الحالة وقد يُجري فحوصات لاستبعاد أمراض أخرى مثل:
التهابات المسالك البولية
حصى الكلى
تضخم البروستاتا لدى الرجال
مرض السكري
انقطاع النفس النومي
في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لوصف أدوية خاصة تُقلل من حدة التسرب، أو اللجوء إلى إجراء جراحي في حال لم تُجْدِ العلاجات الأخرى نفعًا.
سلس البول مشكلة شائعة لكنها قابلة للعلاج، وكلما تم التوجه للطبيب في وقت مبكر، زادت فرص التحكم بالمشكلة والعودة إلى الحياة الطبيعية بثقة. لا يجب أن يكون الإحراج عائقًا أمام تحسين جودة حياتك، فالمعرفة والتشخيص الصحيح هما المفتاح للراحة الجسدية والنفسية.
