كندا تطلق مبادرة لتعزيز القدرات الدفاعية في موريتانيا وتونس

سبت, 11/08/2025 - 13:02

أعلنت رابطة حلف الناتو الكندية (NATO Association of Canada) عن مبادرة استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية في موريتانيا وتونس، عبر مشروع تجريبي يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وبناء القدرات المحلية، في إطار ما وصفته بـ “نهج كندي مبتكر لدعم الجناح الجنوبي للناتو”.

ويأتي هذا المشروع، الذي يقترح إشراف كندا على تنفيذه بالشراكة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كجزء من توجه أوتاوا لإعادة تعريف دورها الدولي من خلال الابتكار بدل التدخل العسكري، وبالاعتماد على مبادرة “ديانا – DIANA Halifax” وبرنامج بناء القدرات الدفاعية (CRD).

ويستهدف المشروع كلًا من موريتانيا وتونس، الشريكتين الأساسيتين في الحوار المتوسطي للناتو، واللتين تواجهان تحديات أمنية متزايدة تتعلق بالإرهاب العابر للحدود، والهجرة غير النظامية، وتهريب الأسلحة عبر البحر.

ويرى التقرير أن موريتانيا، بفضل موقعها الجغرافي واستقرارها السياسي النسبي، تشكّل حاجزًا استراتيجيًا أمام تمدد الجماعات الإرهابية في الساحل الغربي، في حين تمثل تونس شريكًا محوريًا في حفظ استقرار شمال إفريقيا.

وسيُنفذ المشروع عبر ثلاث ركائز رئيسية:

• الابتكار الدفاعي والتكنولوجيا المتقدمة:

تطوير حلول تقنية لمكافحة الطائرات المسيّرة (Counter-UAS) باستخدام الذكاء الاصطناعي، عبر سبرينتات تكنولوجية (Tech Sprints) يشرف عليها مركز DIANA Halifax.

• الاستخبارات والمراقبة البحرية:

دعم أنظمة المراقبة والاستطلاع (ISR) في موريتانيا وتونس لتوسيع نطاق المراقبة الساحلية، وتعزيز القدرة على رصد الأنشطة غير المشروعة في البحر، بالشراكة مع شركات تكنولوجية مدنية وأعضاء من الناتو.

• التدريب وبناء القدرات المحلية:

تنفيذ برامج تدريب فرنكوفونية عبر برنامج CRD، تركز على المراقبة الساحلية، والأمن البحري، ومواجهة التهديدات الهجينة، بما فيها التهديدات السيبرانية.

التمويل والإشراف

وسيعتمد المشروع على نموذج تمويل ثلاثي المصدر يضمن الاستدامة والتقاسم العادل للأعباء:

• 40٪ من صندوق DIANA (بقيمة مليار دولار على عشر سنوات).

• 40٪ من برنامج IDEaS الكندي للابتكار الدفاعي.

• 20٪ من مساهمات محلية من موريتانيا وتونس وشركاء الحلف.

أما من حيث الإدارة، فستقود DIANA Halifax الجانب التقني، بينما تشرف وزارة الدفاع الكندية (DND) على التنسيق الاستراتيجي، وتتولى وزارة الشؤون العالمية الكندية (GAC) التنسيق الدبلوماسي، تحت إشراف مكتب الناتو لبناء القدرات الدفاعية (DCB Office) لضمان التوافق مع سياسات الحلف في المنطقة.

ويستند المشروع إلى مبدأ “Left-of-boom” أي التحرك الاستباقي لمنع الأزمات قبل وقوعها، من خلال دعم الدول الشريكة بالابتكار والتدريب لا بالانتشار العسكري.

ويؤكد التقرير أن كندا قادرة على تقديم نموذج فريد يقوم على الشراكة المتوازنة والابتكار المستدام، مما يمنحها دورًا قياديًا داخل الناتو دون الحاجة إلى تدخل ميداني.

ويعتبر التقرير أن موريتانيا تمثل نقطة ارتكاز أمنية في الساحل الغربي، وأن تمكينها من تطوير قدراتها البحرية والتقنية سيُعزز الأمن الإقليمي ويحد من التهديدات العابرة للحدود.

وسيسمح التعاون الكندي لموريتانيا بالحصول على دعم تقني وتدريبي متطور يعزز استقلاليتها في إدارة أمنها البحري والحدودي، ويجعلها شريكًا رئيسيًا للناتو في غرب إفريقيا.

خاتمة

ويرى التقرير أن هذا المشروع التجريبي في موريتانيا وتونس يمثل نموذجًا جديدًا لدور كندا داخل الناتو، قائمًا على الذكاء التكنولوجي والدبلوماسية الدفاعية الهادئة.