حدثنا غير واحد قال،حدثنا ابن غاشم قال بينما نحن في البيس إذ طلع عليها فيه رجل ثيابه سوداء من الوسخ، قال فقلت هو شيخنا أشخب وكان مدنكسا، ودخل مغاولا، حاكما أكمامه بفمه، فقلت يا شيخنا علمنا من علمك الغزير فأنشد يقول:
يقول شيخنا الإمام الخاوي *** وهو مُدنكِسا كشيء هاوي
قال أشخب والمنكس كالهاوي، أو كالبارك يطيح على وجهه وقيل غير ذلك واختلف فيه، قلت وبعد ذلك فقال يقول الناظم:
مغاولا كمشية السفيه *** وحاكما أكمامه بفيه
قال ابن باعويه وإن كحاكم اكمام دراعته بِفكِيه، وتحريك مغاولٍ، وطعن بككابوس أو كوتمه بمرفق، وفي المشي كالسفيه قولان، قال الناظم:
وبعد فالدستور للنصارى *** كشرعهم فهم به حيارى
وهم له مقدسون كُلا *** ومسه، كمن لهم قد سَلا
فقلنا له ما نزل عنكم ذلك ياشيخنا، فقال وكان يمدغ على حنكه اليسرى، قال كنت في مجْمع من تلاميذ شيخنا هالك، فإذا هو قادم ومعه شيخنا ابن كاعويه، وكان سلالا ومصاصا يمص النارب وهي دافعة في الخلاء، فسلنا جميعا حتى أغمي علينا وطار لنا ذلك المجلس، فلما قمنا قلت له ياشيخنا لماذا تمصون تلاميذكم، فقال هل تعرفون الدستور، قلنا نعم ياشيخنا، فقال وهل تعرفون حكمه وهل هو حلال أم حرام، وما حكم مسه، فقلنا له: أفدنا يا شيخنا فنحن حميرك في هذا المجال.
فقال أما الدستور فهو شريعة دول النصارى ومن على شاكلتهم من الحكومات الغائرة من تقدمهم، ومسه وتغييره بدون موجب مهم عندهم حرام كالسل، ومن مسه فهو سلال، قال وذكره غير واحد ما مس أحد الدستور يوما إلا ونبت الجنكور في رجليه وأخذته الوكلة في يديه وطاحت عليه الحمى وبقي مقطوع النسب.
فقلنا وهل هو من فعل المسلمين، فجعل إبهامه في التراب وأخذ يتزكنن عليه حتى فعلها عشرا، فجلس وقد تخوررت به الدوسة، فقال نعم.
قال الناظم:
والحكم عندنا على الدستور *** كقصة النسور والكسور
يقرر الرئيس في البوادي *** تغييره كحلمة القُراد
قال ابن غاشم الحلمة كانت قُرادا فأصابته السمنة فصار حلمة، وقال اشخب القُراد كان حلمة فأصابتها المجاعة فصارت قُرادا، واختلف العلماء في الدستور إن تغير هل سيكون حلمة كانت قُرادا أم قُرادا كان حلمة، وقيل حكمه عندنا الجواز، على قياس ما بين النسور والكسور كجاء نسر وأخذ كسرة وجاء نسران وأخذا كسرتين، وقيل خلافه في الحكم، واستحسنه ابن غاشم، قال الناظم:
وانفقع المعارضون جمعا *** وقرروا أن يقمعوه قمعا
من ذاك أحمدٌ وبدر الدين *** وكجميلِ صاحب اليدين
وغيرهم مِنْ مَنْ همُ في المنتدى *** ومن بهم من غيرهم قد اقتدى
قال شيخنا الخاوي وأما المعارضة فهي غائرة من دساتير النصارى، ومسه عندهم حرام كالسل، وقد ذكره غير واحد منهم، وجابوا ما عندهم من الحجج والبيان والأدلة، مع خلاف بعضها، قال وكجميل صاحب اليدين " قال ابن غاشم وجاز إن تغيب لاعب في "مرياص" أن يكون لثالث يدين" فقاس العلماء جواز إن عدم حزب دين للأغلبية أن يلعب مثيله في المعارضة مكانه فيأخذ يد هذا تارة ويأخذ يده لنفسه تارة، كما في الانتخابات السابقة" قال الناظم:
وقال مسعود بأنه يريد *** مسائلا أخرى لكي بها يزيد
وزيد بالهيشة في مجلسه *** لكي يزيد ما به لما به
وعينت لبَيْجلٍ بنتا له *** بين السفارتين كي توصي له
وأصل حكم المعارضة المحاورة، قال عنهما أشخب هي معارضة منزوعة الدسم، وقال غيره موالاة منزوعة الدسم، فصارت معارضة وفي مكانتها قولان، قال ابن غاشم في كتابه "تحفة الصحاب في تقاسم الأخراب" .
قال الناظم:
وكل نائب وكل نائبه *** برزته موجودة وصائبه
وللشيوخ مثلهم إن صوتوا *** وراتبٌ ممدد موقتُ
وذكر ابن غاشم قال واستفاد النواب من قطع ارضية وكذا بعض الشيوخ وزيدوا بكراتب ممدد، ووقع خلاف ما في الأصل بثلاث وثلاثين، قال الناظم:
وغضب الرئيس حتى هيشا *** مؤتمرا في جله تهيشا
والتهيش عند الفقهاء هو ما يهيشه الإنسان، وجاز فيه كتهيش وتهيش وإن كان هيشا" ذكره الخزبوري في كتابه برغلة الزريق في أصول الترقيق، وأما المؤتمر فأصله الجواز بالصحافة ما لم تنتهي فإن أغلقت أبوابها أو ماتت أو وقع لها شيء، بقي الرئيس بلا مؤتمر، وقيل الصحافة شرط في المؤتمر، وقيل لم تكن شرطا فالعصور الغابرة كحالنا، وقيل غير ذلك، وجاز في موضعه مقيلها بِكَغير غداء ولا عشاء فإن تعبت وانقطع تركيزها، وقال ابن غاشم وجاز انعقاده ولو ظلت صحافته في الخلاء وإن طالبوا بدعم فما أجيبوا عليه..
إنتهى