تسير العربية السعودية، وفق مراقبين على طريق “العلمانية” لا محالة، ويُؤكّد ذلك التوجّه الإعلامي المحلّي السائد هناك، والذي بات يتحدّث عن الدساتير المدنيّة وفوائدها، ويُهيّء الرأي العام لنقلةٍ “تاريخية”، تَحمل عُنوان سحب البساط من المؤسسة الدينية تماماً، وإعلان مراسم دفن الصرامة الدينيّة، والانتقال إلى عصر “الانفتاح والترفيه”.
قنوات “كروتانا خليجية”، و”السعودية 24″ وغيرها، استضافت عدداُ من الكُتّاب والصحفيين السعوديين من التيار الليبرالي، والذين أُوكل لهم الدور بالحديث عن منافع الليبراليّة المُنتظرة في البلاد، واعتبر الضيوف أن الإمارات يُمكن اعتبارها أنموذجاً يُحتذى به في تطبيق العلمانية الإسلامية للسعودية وفق تقرير لموقع “رأي اليوم”.
وكان “حساب نحو الحرية” السعودي الشهير قد انتقد الداعية الإماراتي وسيم يوسف، والذي ظهر في مقطع فيديو يُبرّر فيه بيع الخمور لولاة الأمر، وسخر قائلاً “باقي يقول زيارة أوكار الدعارة من فضائل الأعمال”، وبخصوص توجّه السعودية إلى العلمانية، غرّد الحساب الذي يُتابعه أكثر من نصف مليون، “أهم الأسباب التي جعلت الأوروبيين قديماً التوجّه إلى الإلحاد، هو فساد الكنيسة، والتي كانت تفتي على مزاج الحُكّام، ونحن نسير بنفس الاتجاه، بل وبشكل أتعس″.
صحيفتا “التيلغراف”، والتايمز البريطانيّتان، أشارتا إلى تلك النقلة العلمانيّة السعوديّة النوعيّة، بالقول أن المملكة ستكسر الضوابط الدينية الصارمة بخصوص النساء، وفي عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي سيأخذ المملكة نحو “رؤية 2030″ سيسمح الأمير الشاب بارتداء النساء لباس البحر “البكيني” جنباً إلى جنب مع الرجال ضمن شواطىء مُختلطة، وذلك لتطوير السياحة، ورفد بلاد الحرمين باقتصاد بديل لاقتصاد النفط، حيث كان حتى تواجد النساء في الشارع العام من المُحرّمات.
هُناك في بلاد الحرمين، وفق ما يرى مُتابعون للشأن السعودي، وجهتي نظر، الأولى تقف مع “المسيرة المُحمدّية” التقدّمية، وترى أنها صمّام الأمان الذي سيأخد البلاد إلى الانفتاح، والتخلّص من التشدّد والإرهاب، وهؤلاء يُمكن رصدهم من خلال الصحف الرسميّة ومقالاتهم التي تدفع وتُشيد باتجاه التغيير الليبرالي العلماني، والثانية تَقف ضد هذا الانفتاح، وتتمسّك بأسس دينيّة صارمة تقوم عليها المملكة منذ 80 عاماً، وقوامها من تبقّى من أصوات خارج القُضبان، ويتعاطفون نوعاً ما مع المؤسّسة الدينيّة وضوابطها الشرعيّة.
وِجهة النّظر الثانية المُعارضة لعلمانيّة المملكة النفطيّة، عبّر عنها مَجموعة نُشطاء ومُغرّدون في المملكة، حيث دشّنوا وسماً “هاشتاق” تحت عنوان “آل سعود يَحكمون بشرع الله”، وحاولوا من خلاله التذكير أو التأكيد أن تلك البلاد تَحكم بالشريعة، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة إنذار شعبي للقيادة، من التخلّي عن النهج الديني، والانبطاح لدول الكفّار، وتغيير صورة السعودية الإسلامية، لنيل رضا دول الغرب.
الصحافي مشعل العنزي قال أن الملك عبدالعزيز أقام دولة التوحيد، وطبّق شرع الله في مملكتنا، حساب “هاشتاق سنع″ أكّد أن ليبرالية الغرب ليبرالية شُبهات، صوت العدل تساءل عن توريث الخلفاء الراشدين الحكم لأبنائهم كما يحدث في بلاده، أما الدكتور محمد العتيبي فحذّر من تدمير المملكة لو لحقت برَكب ما يُسمّى بالانفتاح.
يستبعد مراقبون، أن يتم الاستماع للمطالب الشعبيّة المُتعلّقة بالتراجع عن مشروع الترفيه والانفتاح، ويُؤكّد مراقبون أن تحوّل السعوديّة إلى علمانيّة، يأتي في سياق طُموحات الأمير الشاب بن سلمان للوصول إلى العرش، أو تعهّدات قدّمها ليكون على رأس الهرم، وقد تشمل في القادم من الأيام إعلان حل المؤسسة الدينيّة ويدها الضاربة “المعروف والمنكر”، السماح للمرأة بالقيادة، ودمجها بالمجتمع وفرضها، حُريّة اللباس وخاصّةً ارتداء العباءة السوداء للنساء، والعلمانيّة هي الحل هذه الأيام، يقول مراقبون.