قوبل التلحين الرسمي للنشيد الوطني الذي أجازته الحكومة الموريتانية أمس بانتقادات واسعة من طرف عدد من المدوّنين المحسوب غالبهم على المعارضة، بينما اعتبره مدوّنو الموالاة تلحينًا غير مسبوق في حسنه وحماسته.
وسيعزف هذا التلحين الجديد الذي يثير جدلا واسعا مستمرا، حسب الوزير الناطق باسم الحكومة يوم الثامن والعشرين تشرين الثاني / نوفمبر الجاري الذي يوافق الذكرى السابعة والخمسين لاستقلال موريتانيا.
ورحب الأستاذ عبد الله الراعي الناشط في الموالاة بالتلحين الجديد قائلا «نشيدنا الوطني .. يهز المشاعر والوجدان ويثير الحماس والتضحية».
أما المدوّن البارز محمد محفوظ ولد أحمد فقد أكد عكس ذلك، «أن لحن النشيد الوطني استنسخ من النشيد المصري الذي ليس أجمل الأناشيد العربية ولا أطربها»، مضيفا قوله «عزف النشيد الجديد أجنبيا مستوردا وغريبا على جميع أنغام وألحان شعب هذه البلاد وبيئاتها الموسيقية العريقة… بل ولا أثر فيه للنغم العسكري المعتبر هنا جد».
وانتقد الدكتور الشيخ معاذ أستاذ الأدب في جامعة نواكشوط اللحن الجديد للنشيد الوطني قائلا «يتضح من مسيرة إنشاء النشيد الجديد أن الرؤية كانت منحصرة في هدف واحد قد تحقق وهو إلغاء النشيد القديم، ولكن من دون الإعداد ولا الاستعداد لبديل مناسب يرضي أو يقنع أغلب الناس!».
وأضاف «المشاعر الوطنية لا يمكن تمثلها، ولحن الطقس الجنائزي هذا لا علاقة له بموريتانيا، فهو لحن لا يحرك ساكنا ولا يشد وترا .. هو أغنية للمقابر فقط، فأين أثر الموسيقى الموريتانية في هذه الجنائزية الجديدة، ولِمَ لا توجد نوتة واحدة تمت لهذا التراث الموسيقي الباذخ بصلة؟».
أما القيادية في حزب التكتل المعارض منى بنت الدي فقد كتبت منتقدة لحن النشيد «لحن نشيد ولد عبد العزيز مسروق من لحن نشيد تونس ومسلسل الكواسر، فموسيقاه لا تمت بصلة للموسيقى الموريتانية وحتى الأصوات التي غنت النشيد، أصوات غير موريتانية، فنحن نتشبث بنشيدنا الوطني وعلمنا الأخضر».
ورأى حبيب الله أحمد أحد أبرز المدونين «أن أكبر تهميش وعنصرية هو إقصاء فناني الوطن من وضع بصماتهم على نشيد يقال إنه وطني مع أنه لا ينقصهم شيء لتلحينه وأدائه فلديهم مع الآلات، مواهب فى وضع الألحان، وملكات في ضبط الإيقاعات، وأصوات جميلة، وصدق عاطفة وطنية، فلِمَ تم إبعادهم ؟!!». وقال «أول ما تبادر لذهني وأنا «أتجرع» لحن النشيد الجديد هو طقوس «عيد الميلاد « وأهازيجه وقد بلغت ذروتها، فهذا «النشيد خال من أية ألحان وطنية لا طبل لا رباب، لا فلكلور لا أثر لترتيب المقامات الموسيقية المحلية؛ فهو مجرد جلبة وطنطنة وصراخ».
ودونت الكاتبة خديجة سيدينه هي الأخرى تقول «نشيد أشبه بلحن كنائسي،لا يمت بصلة لحضارتنا وثقافة مجتمعنا، بأصوات أجنبية ولحن من خارج موسيقانا، نشيد غريب علينا بكل المقاييس ولا يحرك شعرة فينا!».
«كان من الأولى والأفضل، تضيف بنت سيدينا، بدل استجلاب اللحن من الخارج أن يكلف به فنانون موريتانيون».
هكذا استقبل الموريتانيون أمس تلحين نشيدهم الوطني بين من يسكره هذا اللحن طربا ونشوة وحماسة ومن يعتبره مجرد دندنة من دندنات المقابر.
عبدالله مولود القدس العربي