تحل غدا الذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني المجيد، وهي مناسبة نترحم فيها على الشهداء و نستحضر فيها تضحيات الآباء والأجداد من مقاومين أشداء، وجيل تأسيس أبي، بذل الغالي والنفيس من أجل إقامة هذا الوطن الذي نتفيأ ظلاله الآن.
كما أنها مناسبة لتقديم التهنئة لعموم الشعب الموريتاني، بكل مكوناته وفئاته، وفي كل مدن البلاد وقراها وأريافها، وهي تهنئة مصحوبة بدعواتي أن يأخذ البلد مسار رشد ومضمار توافق، بعد أزيد من نصف قرن من رحيل الاستعمار.
وأجد هذه الذكرى العزيزة مناسبة لأصارح الرأي العام الوطني، ونخبه السياسية بأنني حرصت طيلة السنوات الماضية على عدم تفويت المشاركة في حفل رفع العلم الوطني في ذكرى الاستقلال، مشكلا بذلك استثناء من كل اللقاءات الرسمية الأخرى التي قاطعتها احتجاجا على خرق السلطات للقانون المنظم للمؤسسة، خاصة فيما يتعلق بتعطيلهم للقاءات الدورية بين القائمين على المؤسسة والرئيس أو الوزير الأول كل ثلاثة أشهر.
ورغم ذلك، إلا أنني حرصت على منح هذه المناسبة الاستثنائية اهتماما خاصا، ولم أشأ أن أفوت فرصة حضور حفل رفع العلم الوطني في مناسبة جلاء الاستعمار عن البلاد، غير أن التطورات المصاحبة لاحتفالات هذا العام لم تترك لي خيارا آخر غير الغياب عن هذا الحفل، فقد جاءت تتويجا لمسار أحادي استهدف ثوابت الوطن (العلم والنشيد) وقسم الشعب إزاءها، ووسع الشرخ بين مكونات شعبنا وأعراقه، وتلاعب بأهم وثائقه القانونية، كما واصل تجاهل المخاطر المحدقة بالبلد، وهمش كل الأطراف السياسية التي لم تسايره في توجهه في النفق المظلم الذي يقود إليه البلاد.
كما أنتهز الفرصة لأدعو كل أبناء موريتانيا المحبين لها و الغيورين عليها إلى استحضار اللحظة التي تمر بها البلاد، والعمل بشكل دؤوب على إقامة أسس وطن يضم الجميع، ويجد فيه الجميع نفسه، وتقف فيه الممارسة الديمقراطية على أسس قوية قويمة.
انواكشوط بتاريخ
الاثنين 27 نوفمبر 2017
الزعيم الرئيس للمعارضة الديمقراطية
الحسن ولد محمد