هدد مصطفى التجاني سه، وهو من مشايخ الطائفة المالكية التجانية، أمس، الرئيس السنغالي مكي صال بالعزل من الرئاسة بوساطة الجن والأرواح إذا هو واصل استهتاره به وعدم الاعتراف بزعامته الدينية والسياسية.
وأكد مصطفى سه الذي يرأس جمعية «المسترشدون والمسترشدات» الدينية غير الحكومية، في خطاب أمام جموع من مريدي والده وجده «أن على الرئيس مكي صال ألا يغامر وأن يعلم بأنه قادر على إزاحته في طرفة عين بعزيمة سريعة يتلوها عليه فيتبخر».
وتأتي هذه التصريحات في خضم حملة يخوضها الرئيس السنغالي تحضيرا لترشحه لانتخابات 2019 الرئاسية.
وقال الشيخ سه «إنني أعرف الجني والروحاني الخاص بالرئيس مكي صال، ويمكنني في أي لحظة أردت أن أسلطهما عليه فيعزلانه بعيدا عن قصر الرئاسة».
وأقسم مصطفى التجاني بالله وكتابه «أنه هو من عزل الرئيسين السنغاليين السابقين عبدو ضيوف وعبدولاي واد، وأنه قام بذلك بوساطة ذكر وسر يملكه».
وقال «تدخلت في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، وأنا من أبعدت الشيطانة ماري لوبين عن رئاسة فرنسا، ولولا أنني أبعدتها لكانت في قصر الإليزيه اليوم».
ووجه مصطفى سه تهديدا للرئيس مكي صال قائلا «إياك أن تتحداني فمن تحداني سيرى انعكاسات ذلك عليه وعلى منصبه». وألمح مصطفى سه في خطبته إلى «أنه يملك التصرف في عالم الأرواح وعالم الجن، وأنه يعرف الروحاني والجني الخاص بكل إنسان على وجه الأرض».
ولاقت هذه التصريحات والادعاءات التصفيق الحار من طرف الآلاف من المريدين الذين جاؤوا لحضور سهرة احتفال في المولد النبوي الشريف، فوجدوا أنفسهم أمام مهرجان سياسي تعرض فيه الصراعات ويكشف فيه شيخهم عن أسلحته الباطنية الفتاكة.
غير أن أنصار الرئيس مكي صال قد سارعوا بالرد على شيخ المسترشدين، حيث تحداه أحدهم قائلا «يا شيخ، إذا كنت تتصرف في الكون كما تقول، فاقتلني الآن».
وأكد أحد أنصار الرئيس «أن مصطفى سه لا يملك أي شيء بل هو مشعوذ يهدف من وراء تصريحاته هذه للدعاية لنفسه للحصول على زبائن في هذا الظرف الذي يبحث فيه الأمراء ورجال الأعمال السعوديون المعتقلون عن مشعوذين أفارقة يستخدمونهم في محاربة محمد بن سلمان».
وينشغل السنغاليون سياسيون وإعلاميون ومواطنون، بتصريحات الشيخ مصطفى الغريبة، والمستغرب صدورها من أحد مشايخ الطريقة الصوفية التي ينتمي إليها الرئيس مكي صال نفسه. وقد عرف عن الشيخ مصطفى سه معارضته للأنظمة التي حكمت السنغال، حيث هدد مرات بالسجن بعد توجيهه عبارات شتم للرؤساء السابقين.
يذكر أن علم الأسرار واستخدام الجن منتشر في السنغال منذ قرون، ويدخل السحرة المختصون في هذا الفن الظلامي خلوات يستخدمون خلالها الأبخرة ويتلون العزائم ويسخرون الجن لمختلف الأغراض، حسبما ما هو متداول في هذا البلد الغرب أفريقي.
ويعتمد السياسيون في السنغال كثيرا على مشايخ السحر والشعوذة في حملاتهم السياسية، حيث أن لكل رئيس ولكل وزير ومدير في السنغال، شيخه الذي يشتغل للدفاع عنه ولتحصينه من شرور خصومه.
نواكشوط ـ «القدس العربي» من عبد الله مولود