أنصفت جائزة الكرة الذهبية، لأفضل لاعب في العالم، العديد من النجوم على تألقهم، كما ظلمت عددا كبيرا من الأساطير، ولم تعترف بهم، لاعتبارات عديدة، ربما لأنهم جاءوا في زمن مدجج بالنجوم، أو بسبب القوانين التي كانت تفرض في الجائزة.
ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى حرمان الكثير من الأساطير من هذه الجائزة، أنها لم تكن تقدم إلا للاعبين الأوروبيين، وهذا ما حرم أساطير أمريكا اللاتينية من الجائزة لفترة طويلة، منذ بدايتها في 1956 إلى 1995.
وتم تعديل هذا القانون، وأصبحت الجائزة تسلم للاعبين الذين يلعبون في أوروبا بغض النظر عن جنسياتهم، ثم في 2007 صارت عالمية تمامًا.
وخلال هذه الفترات، لم يستطع الكثير من الأساطير الفوز بالكرة الذهبية، ومنهم من هو غنيّ عن التعريف، كدييجو مارادونا، وبيليه، وزيكو، وماريو كيمبيس؛ فأسماء بهذا الحجم حُرمت من الفوز بالجائزة مع أنهم كانوا الأفضل في زمانهم، مع أن كثيرين منهم تسلموا جائزة كرة ذهبية شرفية بعد اعتزالهم اعترافًا لهم.
ولكن ومنذ سنة 1995 إلى الآن، مازالت الجائزة ظالمة في نظر الكثيرين، فهي مازالت تحرم العديد ممن يستحقون الفوز بها. ونذكر من بينهم تيري هنري، الذي صال وجال عام 2003 مع ناديه آرسنال، إلاّ أن الجائزة ذهبت إلى بافيل نيدفيد الذي كان يلعب لليوفي، ووصل معه لنهائي دوري أبطال أوروبا.
وكذلك نجد النجم جابرييل باتيستوتا، الذي كان أفضل رأس حربة صريح في وقته، غير أنه تواجد في فترة عجت بالأساطير مثل البرازيلي رونالدو وزيدان وغيرهما، كما أن هناك راؤول الذي كان يقود ريال مدريد للقب تلو الآخر، وكانت أهدافه حاسمة، غير أن الكرة الذهبية رغبت بغيره عنه. وغير هؤلاء كثير، مثل كافو وباولو مالديني ودينيس بيركامب.
ولكن لعل الفترة الأكثر ظلمًا في القرن الجديد تكون هي فترة "كريستيانو - ميسي". سيطرة هذا الثنائي -وهي سيطرة عن جدارة-، ظلمت العديد من اللاعبين، وأهمهم الرسام أندريس إنيستا في 2010، إذ كان حاسمًا مع برشلونة وخاصة مع منتخب إسبانيا في المونديال الذي فازت به، إلا أن الجائزة ذهبت إلى زميله في البارسا ليونيل ميسي.
ونجد تشافي هرنانديز، الذي عاش تحت ظل ميسي، وزرقاء اليمامة غني عن التعريف لما كان يقدمه على المستطيل الأخضر من أداء في الوسط. ونجد كذلك نجوم في حراسة المرمى كبوفون وكاسياس ونوير، فلم يحصل عليها أحد منهم على الرغم من تألقهم واستمرارهم لسنوات طوال. وآخرون ممن صال وجال ومع هذا كان ظل ميسي ورونالدو أقوى من أن يخرجوا منه.
كرة القدم ليست عادلة مع الكل، فمن اللاعبين من لو أنه جاء في زمن غير زمنه، لتوجته الكرة الذهبية ملكًا لها، غير أنه جاء في زمن من هو أعظم منه، فخُطِفت منه الأضواء على الرغم من تألقه.