شيئا فشيئا، تحولت صيحات الإعجاب الزائفة في المسارح الرومانية بأداء نيرون التمثيلي والغنائي إلى جنون عظمة وطغيان، دفعاه ليحرق روما، وهو في قمة النشوة يعزف على غيتارته ويغني أغنيته المفضلة《طروادة تحترق》.
تابعت عبر مواقع العنكبوتية رسالة برام التنكرية الإلتفافية الوعيدية ، التي عبرت عن كينونة شخصية الرجل و قدرته الفائقة على التنكر و هدم العلاقات ، فضلا عن خبرته المنقطعة النظير في التسويف و التضليل و طمس الحقائق ، و لأن الجميع بات متأكدا من أن الرجل يمتلك هامشا غير محدود من القدرة على التواصل و الكتابة و الرد و التحريض و الاستجداء
قالوا إن خطاب رئيس الجمهورية في مدينة النعمة لا يحتاج إلى شرح، وفعلا لم يكن الخطاب ليحتاج إلى شرح لو لم تعتمل فيه أبواق التحريف والتسميم الموجه والمتعمد من طرف من أرادوا أن يظل لكلام الرئيس عن ضياع مستقبل الأطفال تفسيرا واحدا هو ما ذهبوا إليه، ممن تقطع وتماهى لديهم الخط الفاصل بين السجال والتنافس السياسي، وبين الحس والحرص الوطني
إن بعض النقاط الواردة في خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في مدينة النعمة في 3 مايو الماضي ، والمتعلقة بالجانب الاقتصادي تستحق أن يتم تناولها على نطاق واسع بالشرح والتعميم بغية تقريبها بشكل أدق من مدارك الرأي العام الوطني .ومن أبرز الجوانب الاقتصادية اللازم إنارتها في هذا المضمار تتحدد المواضيع الآتية:
في يوم 03 مايو 2016 ألقى فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز خطابا أمام ألوف الجماهير التي اكتظت بها إحدى ساحات مدينة النعمة، وسرعان ما تم تحريفه عمدا من لدن قيادات المعارضة وأطّرته داخل القطبية السياسية التي ميزت المشهد السياسي عموما في بلادنا منذ فترة.
ما إن تراجعت أسعار الأسماء المستعارة في سوق التطاول على القدوات، حتى أدرك المستشار الرئاسي اسحاق ولد الداه ولد سيد ألمين (الكنتي نسبا البشمركي وطنا) أن الجحر بات مكشوفا ومقبلا على الانهيار، فقرر الخروج بشحمه ولحمه مرددا ما كان يلقنه للتائهين في ظلمات النفق.
عجيب أمر الحوار السياسي بموريتانيا تضعه الموالاة و المعارضة و شبكات المجتمع المدني و الشخصيات المرجعية و النقابات في خانة الخيارات الاستراتجية و مع ذلك يعجز الطيف السياسي و المدني أطرافا و مُسهلين عن الرسم التوافقي لخارطة الطريق إليه حتي تَنَدًرَ أحد الظرفاء قائلا إنه إذا كان قيل قدما إن العرب اتفقوا علي أن لا يتفقوا فإن " بعض
لماذا نعيب على الحزب الحاكم وداعمي محمد ولد عبد العزيز سعيهم إلى شرح مضامين خطابه لنا – نحن العامة ومحدودي الفهم؟ لماذا نكابر فى عجزنا عن فهم كلام خطيب يقدمه حَواريُّوه على أنه آخر أحفاد قس بن ساعدة والوريث الحقيقي لطارق بن زياد، وجمال عبد الناصر، و الجنرال ديغول؟
بعد نشري لمقال "الكارثة الصفراء" أرسل لي أخ عزيز وصديق فاضل يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية رسالة جاء فيها:" الأدهى والأمر في هذه القضية، ليس أن الدولة الموريتانية قد جنت أرباحا من مواطنيها، ومن بينهم من ينتمون للطبقات الهشة.