لماذا نعتبر صفقة القرن أكبر هديّة لإيران في ذروة صِراعها مع أمريكا؟ وهل سيكون ردّها بإعلان الانسِحاب من الاتفاق النووي وتفعيل أذرع حُلفائها في المِنطقة؟ ماذا تنتظر؟
إن أي متابع فطن لما جرى ويجري من أحداث خلال الأشهر الماضية من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لابد وأنه سيلاحظ بأن هناك توجها حقيقيا للتصالح وللتهدئة بشكل عام، ويشمل ذلك التوجه ـ بطبيعة الحال ـ الملفين المتعلقين بدولة قطر ورجل الأعمال محمد ولد بوعماتو.
لا تسخروا من غباء ترامب وجَهلِه بل من غبائكم وهوانكم.. ترامب لا يعرف أنّ هُناك حُدودًا بين الهند والصين لكنّه يعرف أين تتكدّس أموالكم ليحلبها.. وقُدسكم ليضمّها.. لماذا لا يوجد بيننا “أحمق” واحد مِثل الرئيس الكوري الشمالي؟ وكيف نخشى أن يلحق الإيرانيّون بالعرب للأسَف؟
أولا: من المبالغة الكبيرة القول بأن النظام الذي أفرزته انتخابات 2007 كان نظاما مدنيا ديموقراطيا يستحق منا التباكي عليه، فمع احترامي الشديد لشخص الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ومكانته وتجربته، إلا أنه من المبكر جدا أن ننسى أنه فُرض فرضًا من طرف قائد كتيبة الأمن الرئاسي وقتها، وأن هذه الانتخابات شكلت انقلابا حقيقيا ضد الرئيس
ترامب كاذبٌ محترفٌ لم يقُل الحقيقة عن خسائر قوّاته في قاعدة “عين الأسد” وهذه أدلّتنا.. هل أطلقت القيادة الإيرانيّة صواريخ البداية وتركت لأذرعها العسكريّة إكمال المهمّة وإخراج القواعد الأمريكيّة من الشرق الأوسط؟ وما هي العُقوبات الباقية التي لم تُفرَض على إيران.. منع ظريف من الابتسام؟
الدعوة إلى سبيل الله، وظيفة الأنبياء والرسل، منذ فجر البشرية، فكانت أشرف الوظائف وأفضلها؛ وعندما وصلت البشرية إلى رشدها، وأراد الله تعالى ختم رسالاته، أنزل كلمته الأخيرة الشاملة الكاملة، في كتابه المهيمن المحفوظ بحفظه؛ فانتفت بذلك حاجة الناس إلى الأنبياء، لكن حاجتهم إلى الدعاة استمرت، لمواصلة تبليغ هدى الله، وتبيينه للناس، فكان
سُجِّلَ في بلادنا خلال الخمسة عشرة سنة الأخيرة ما يزيد على 110 آلاف حادث سير، أدت في محصلتها إلى وفاة أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وإصابة ما يزيد على 40 ألف شخص بجروح متفاوتة الخطورة.