لا يشغل الحكومة الموريتانية هذه الأيام أكثر من ارتفاع وتيرة الهجرة غير النظامية في الفترة الأخيرة، مما جعلها تدق جرس الخطر بشأن تداعيات هذه الظاهرة على الخدمات الأساسية والاجتماعية والاقتصادية.
دقت الحكومة الموريتانية ناقوس الخطر الذي يمثله تدفق أمواج المهاجرين عليها، بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة في دول أفريقيا جنوب الصحراء، وقالت إن عدد اللاجئين والمهاجرين في موريتانيا أصبح يمثل 10 في المائة من مجموع السكان، وهو ما يؤثر سلباً على «التعايش السلمي» في البلاد.
تشهد موريتانيا أوقات مثيرة، إذ تقوم هذه الدولة التي تربط غرب وشمال أفريقيا بتحويل اقتصادها من خلال التعدين والهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي. وخلال حملة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 29 يونيو، أعلن الرئيس ولد الغزواني أنه سيعمل على توسيع نطاق صناعة التعدين في حالة إعادة انتخابه.
يواصل آلاف الأفارقة محاولتهم الوصول إلى أوروبا، إمّا عبر الصحراء الكبرى أو عن طريق البحر، ويواجهون في ذلك ظروفا غير إنسانية. ويريد الاتحاد الأوروبي مكافحة هذا التوجه، لكن المهاجرين يمرون بشكل متزايد عبر موريتانيا.
جاء إعلان نواكشوط عن اقتناء الجيش الموريتاني طائرات مسيرة قادرة على تغطية كل التراب الوطني، إشارة إلى زيادة التحفز للقلاقل على الحدود مع مالي، خاصة مع اتهامات منسوبة لقوات مالية ومجموعة "فاغنر" الروسية بشن هجمات ضد موريتانيين.
تعاني موريتانيا من ارتفاع كبير في أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئها قادمين من دول أفريقية أخرى، حيث تتقطع بهم السبل على متن قوارب مكتظة ومهترئة وهم في طريقهم إلى جزر الكناري الإسبانية.
تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة حدة الأزمة بين موريتانيا ومالي على خلفية اختراق للحدود وسط تحولات سياسية عميقة بمنطقة الساحل الإفريقي، ومخاوف من انعكاسات سلبية قد تطال المنطقة في حال فشل البلدين في احتواء تلك الأزمة.
تحت خيمة خيرية مقامة على مقربة من كوخه المتهالك في أقصى جنوب نواكشوط يقف المسن "عابدين" في عقده السابع، يغالب ضعفه في انتظار وجبة إفطار أعدت من طرف متطوعين في أقصى غرب العاصمة الموريتانية.
يقول عابدين إنه جاء رفقة حفيدته الصغرى ليؤمن إفطارا لنفسه ولابنته التي تتلقى علاجا لأمراض القلب منذ سنتين.
أزمة المهاجرين تزداد، والخناق يضيق بسببها على موريتانيا البلد الفقير رغم غناه، والبلد الذي تزيد مساحته على مليون كلم ولا يتجاوز عدد سكانه أربعة ملايين نسمة؛ البلد المفتوح على عدة دول أفريقية هي السنغال ومالي وأخرى مغاربية هي الجزائر والمغرب، والملتصق عبر ساحله الأطلسي بجزر الكناري.
تسعى السلطات الموريتانية إلى بناء منظومة تشريعية واجتماعية جديدة، بهدف مواجهة ممارسات الفساد المستشري في مختلف القطاعات ومؤسسات الدولة، وذلك عبر إرساء إستراتيجية مختلفة، تعكس وعي السلطة بمخاطر الفساد.