كان جاري الثاني في الغرفة مواطنا موريتانيا في العشرين من عمره ولد في نيجيريا وتربى في السعودية ولم تطأ قدماه التراب الموريتاني ولا يعرف اللهجة المحلية التي يتحدثها الموريتانيون، ولو لم يتحدث لي عن أصله لكنت ظننته من جملة المواطنين السعوديين الموجودين بكثرة ضمن كتيبة المعتقلين.
وقد طلب مني أيضا المدعو ....و الذي كان متواجدا في "باغرام" أن يحقق معي هو أيضا لكن هذا الأخير كان في منتهى البساطة معي وقد كان يعلن دائما في حضوري أن قانون ... يمنعهم من أن يحققوا مع أجانب خارج بلدانهم.
في كل مرة كنت أرى .....، كان خفقان قلبي يزداد إلى حد بعيد وكأنني أرى شبحا، وفي إحدى المرات طلب من أحد المترجمين أن ينقل لي رسالة وكان جوهر الرسالة مقززا حيث توعدني بالاغتصاب، فرجوت الله جل جلاله أن يمنعه من ذلك وفي النهاية استجاب الله دعائي فقد تمت مساءلتي من قبل محقق آخر ( الكتاب يشير إلى أنه المحقق الذي يتحدث اللغة الألمانية و
صدر عن دار الصفا للنشر كتاب جديد بعنوان: لمرابط محمد عالي و لد عدود حياته و آثاره و يقع الكتاب في 288 صفحة من الحجم الدولي و قد تضمن هذا الكتاب القيم مقدمة و فصلا عن حياة و مسيرة العلامة محمد عالي ولد عدود من حيث نشأته و دراسته و من أخذ عنهم و من أخذوا عنه و رسما لمختلف أبعاد شخصيته و خصائص أسلوبه.
قال لي المحقق وهو يقاطع حديثي ـ يضيف ولد صلاحي في هذا الجزء من مذكراته ـ إن دولته تولي أهمية قصوى للحقيقة، مستطردا بالقول سأطرح عليك الآن أسئلة وحين تجيبني بمنتهى الصراحة سيطلق سراحك وتعود إلى أسرتك سليما معافي وحين تحاول مراوغتي عليك أن تفهم أن كلمة واحدة مني كافية لأن تبقيك مدى حياتك في هذا السجن وهي أيضا كافية لأن تحيل حياتك
كانت غالبية السجناء تحاول ـ رغم المنع ـ الحديث، مع أن كل تلك المحاولات كانت تتوج بزيادة العقوبات عليهم، وهنا أذكر شيخا أفغانيا كان من الظاهر أن اعتقاله جاء لأنه شجب المعاملة مع ابنه، وكان الفقير المسكين لا يتمتع بكامل قواه العقلية ولم يكن يستطيع التحكم في حديثه لأنه ببساطة لا يعرف أن يوجد ولا يعرف لماذا يوجد في المكان الذي يوجد
... كان باديا أن مثل هذا الرجل هو المناسب لمثل هذه المهام فقد كان رجلا من الذين لا يشمئزون من مثل تلك الأفعال المشينة. في باغرام السجناء الملقبون ..... .ووفق بعض المصادر فإن أولئطك السجانين نكلوا بالكثيرين حتى من البراء الذين أطلقت الحكومة سراحهم لاحقا.
كان ذالك يوم 20 نوفنبر 2001 الموافق لليوم الرابع من شهر رمضان المبارك .كان يوم عمل شاق جدا عانيت فيه الأ مرين حيث كانت هناك مشاكل كثيرة في العمل .كانت الساعة الرابعة عصرا كان كل من البيت صياما ماعدى الأطفال. كلفتني الشركة التي أعمل فيها في أنواكشوط بالذهاب إلى القصر الرئاسي لمعاينة التلفون والإنترنت بغية عصرنتها بنظام جديد.
بعد ذلك بفترة وتحديدا في الـ20 يوليو2002جاء الحراس إلى زنزانتي وأخرجوني منها للبدء في بعض الإجراءات البوليسية الروتينية ـ يضيف ولد صلاحي في معرض حديثه عن بدايات رحلته في غوانتنامو ـ ، كانوا يهدفون من خلال هذه الفحوص إلى أخذ البصمة الرقمية وقياس الوزن والطول وما إلى ذلك من التفاصيل المتعلقة بنيتي الشخصية بعدها سلموني إلى(الاسم م