قبيل التعديل الحكومي الذي جرى يوم الخميس الماضي، كانت هناك أسئلة تطرح وشائعات تروج في مجملها لمن من الحكومة سيخلف فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بعد انتهاء مأموريته الثانية التي لما تبدأ بعد.
نعيش في موريتانيا اليوم صراعا جديدا غير معلن بين خصمين غير متكافئين: التفاهة التي بدأت تكسب المعركة، وتحتل مواقع مؤثرة في صناعة الرأي العام، والجدية التي توشك أن تُهزم وتستسلم، ما لم تُدرك نخبها خطورة الموقف، فَتُعِدَّ أساليب جديدة لإدارة الصراع، واستعادة ما فُقد من مواقع استراتيجية.
مرة أخرى، يثبت التغيير الجزئي الذي شهدته الحكومة الموريتانية يوم أمس، 18 سبتمبر 2025، أن المشهد السياسي في البلاد لا يعرف التجديد بقدر ما يعرف إعادة تدوير نفس الوجوه ونفس الأسماء التي تدور في فلك السلطة ومصالحها.
تعج بعض الصفحات الألكترونية بأحاديث وتعليقات حول مواضيع خارج السياق الزمني ومتطلبات المرحلة الراهنة، وإذ يستعصي على المرء إيجاد مسوغات للحديث عن استحقاق انتخابي تفصلنا عن موعده أربع سنوات، وهي فترة تعادل مأمورية أكبر الديمقراطيات في العالم!
قرأت هذه الأيام كتابات يتحدث أصحابها عن أسماء شخصيات سياسية من المرجح بحسبهم أن تحظى بدعم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. من الطبيعي أن يكو ن لأي منا ميول الاختيار شخص يرى أنه
يستوفي المؤهلات الشخصية بغية اقتراحه، نيابة عن الأغلبية الرئاسية. ومع ذلك، أعتقد أن
بالطبع ما يجمعنا أكثر و أكبر مما يفرقنا ،
ما يجمعنا هو دين واحد و نعم الدين الإسلام.
و وطن واحد هو موريتانيا الحاضنة التي تزخر بكل الخيرات و الثروات و تتسع للجميع ،
فمصدر قوتنا و ثرائنا هو تنوعنا العرقي و الثقافي .
في ظل التزام الجمهورية الإسلامية الموريتانية الراسخ بالمعايير الدولية لمكافحة الجرائم المالية المنظمة، لا سيما جريمتي غسل الأموال (Blanchiment de Capitaux)^1 وتمويل الإرهاب (Financement du Terrorisme)^2.
الموت يختصر الطرق الطوال كل يوم تقريبا في موريتانيا، وينهي التهور وصعوبة الإنقاذ حياة كانت مليئة بالبسمات مفعمة بالفرح، هذا بالفعل ما تعيده الحوادث المؤلمة و الشنيعة التي راح ضحيته الآلاف، لعل آخرهم فاجعة الأمس التي مزقت خمسة أرواح من أسرة واحدة كلمح بالبصر.
في الخطاب الإعلامي لكتائب القسام ـ الذراع العسكري لحركة حماس ـ تطفو الرموز الدينية على السطح، واضحة لا تخطئها العين، ولا يتعلق الأمر بفسيفساء بلاغية، ولا زينة شعاراتية، بل باعتبارها خيارات حضارية واستراتيجية، تُستدعى من القرآن الناسخ والمهيمن على الكتب الأولى، وتُعاد صياغتها ضمن طرح تأسيسي شديد التركيب.