كنت من بين السواد الأعظم من الموريتانيين الذين انبهروا بخطاب إعلان ترشح محمد ولد الشيخ الغزواني، فاتح مارس 2019 وتمنيت له النجاح من اجل تحقيق تعهداته، خاصة أنه قال فى خطابه "إن للعهد عنده معنى".
إننا بحاجة اليوم إلى أن نفتح نقاشا جديا حول حادثة مقتل الشاب عمار جوب رحمه الله، ومقتل الشاب محمد الأمين ولد صمب من بعد ذلك، وما صاحب الحادثتين من أعمال شغب ونهب، ولعل السؤال الأبرز الذي يجب علينا أن نفتتح به هذا النقاش هو السؤال الذي يقول: كيف نفرق بين الاحتجاجات وأعمال الشغب؟
تشير الأحداث الجارية في البلاد - خلال الأيام الأخيرة - إلى أن الأزماتِ السياسيةَ في البلاد عميقة ومتجذرة وبحاجة لوقفة مراجعة جدية واثقة؛ من أجل التأسيس لاستقرار مستديم في بيئة إقليمية مضطربة وواقعٍ اقتصادي واجتماعي يعاني من صعوبات كبيرة متراكمة منذ سنوات عديدة، وليست وليدة اللحظة بالضرورة.
حاول البعض منذ اللحظات الأولى من بعد الإعلان عن جريمة قتل عمار جوب رحمه الله أن يُثْبتَ أن الشرطة هي من ارتكبت جريمة القتل تلك، وأخذ هؤلاء يبحثون عن كل دليل يؤكد هذا الحكم الجاهز، ويلغون أي دليل آخر قد يضعف من قوة حكمهم الجاهز بأن الشرطة هي من ارتكبت جريمة القتل هذه.
قبل أيام تداول الجميع عبر الواتساب، بعض منهم على سبيل الإعجاب والفخر، كلمة لعمدة مدينتي مدينة تمبدغة الذي خسر منصبه في الانتخابات الأخيرة يقول فيها: "التنصيب لن يتم وسنستخدم سلاحنا المرخص وغير المزور لرفضه” وعيوننا في كل القرى وستعاقب كل من تسول له نفسه المساس بأسرة الإمارة أو ذكرها بسوء.
في أيام قليلة قبل اقتراع الثالث عشر من مايو كنت قد توقعت وراهنت في سمرٍ ليليٍ مع بعض الإخوة والزملاء على النتائج الحالية، أو ما يشبهها، ولم يكن من بين الحاضرين من يؤيد ذلك الرأي.
أشرتُ في مقالي السابق الذي قدمتُ فيه قراءة تحليلية مطولة للنتائج الأولية لانتخابات 13 مايو2023، أشرتُ في ذلك المقال إلى أن أغلب الأحزاب السياسية في المعارضة والأغلبية باستثناء حزب الإنصاف قد أجمعت على أن انتخابات 13 مايو قد شهدت عمليات تزوير واسعة وغير مسبوقة.
عبرت قبل أيام من الآن عن حلم قديم-جديد طالما راودني، يتعلق بإيصال التجربة الانتخابية الموريتانية إلى "العتبة العلوية"، من منظور المشاركة والنضج والشفافية والمصداقية، ضمانا لأمن البلاد ومصالحها وتحييدا لدعاة التفرقة وعصرنة للمجتمع.
يبدو أن لائحتنا في حزب حوار عن نيابيات نواكشوط الشمالية أصبحت خارج المنافسة نهائيا، وذلك بعد فرز ثلث الأصوات، وهو ما يعني أن الناخب في نواكشوط الشمالية لم يمنحنا ثقته، ومنحها لمنافسين آخرين، نهنئهم بهذه المناسبة ونتمنى لهم التوفيق في مأموريتهم.