لا أكتمكم شعورا بالكبرياء فرض علي نفسه وأنا أرى العرب يجتمعون تحت خيمة موريتانية على صعيد موريتاني وللخيمة رمزية كبيرة لدينا كعرب صحراويين دمعت أعيننا تحتها قبل أكثر من خمسين عاما ووالدنا الرمز المختار ولد داداه رحمه الله
1)
هي أول قمة عربية تعقد تحت خيمة، فمنذ تأسيس جامعة الدول العربية في أربعينيات القرن المنصرم، تعود العرب أن يعقدوا قممهم داخل قاعات كبيرة من "البيتون" المسلح، وهذه هي المرة الأولى التي يجدون فيها أنفسهم تحت خيمة، رغم أن بيوت الشعر كما أبيات الشعر ارتبطت كثيرا بأيام العرب.
تنعقد في نواكشوط هذه الأيام قمة عربية عادية وأخالني اتفق مع الصحفى المختار ولد عبد الله فى القول بأنها قمة غير عادية، لأنها أزاحت المعهود من الإهمال، واللاشعور بالمسؤولية، وحققت بعض أحلام وأماني الموريتانيين، وتجاوبا من الرئيس مع هذه الأحلام والأماني عند مواطنيه، وهذا ما دفعنى أن أسجل بعض الخواطر حول الموضوع.
إذا كنتَ تدعي بأنك من النخبة ومن قادة الرأي في هذه البلاد، ثم قلتَ من بعد ذلك بأن قمة نواكشوط هي قمة الرئيس عزيز، وبأنها ستنجح بحكمته، وبأنها إن نجحت فإن ذلك سيكتب في صحيفته، لا في صحيفة موريتانيا..إذا كنتَ ممن يقول بهذا الكلام، فاعلم بأنك أنت أيضا تعمل على إفشال القمة.
لم يطرُق الأستاذ الدكتور طارق رمضان أبواب موريتانيا قادما من بلده سويسرا بحثا عن ترف أو متعة سياحية، فهما طوع يده في موطنه سيوسرا، التي تعتبر جنة أرضية بكل المعايير الأرضية. ولا أتى إليها بحثا عن الشهرة العلمية، فهو نجم ثاقب في سماء الفكر والسياسة، وقد جمع بين يديه أكثر من لقب ومنصب علمي، رغم زهده في المناصب والألقاب.
لا مراء في فتوة الرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز ؛ الرجل برع في سياساته الدولية؛و أنجز الكثير؛ وكسب فيها العسير؛ فجلب الوقار لنفسه؛ و الاحترام لبلده؛ والهيبة لمواقف الدولية منها والوطنية.
و أروع ما يميز هذه السياسة؛ هو التبصر وعدم التهور؛ والبعد عن المشاكسة و المجازفة.
تستعد نواكشوط لاحتضان القمة العربية في دورتها الجديدة، وهو استعداد حقيقي لاستقبال إخوة وأشقاء، كان حضورهم إلى نواكشوط خيمتهم العربية الواحدة ـ الضاربة إطنابها بين الرمال الصقيلة والأمواج الهادرة ـ حلما راود كل الموريتانيين ـ ومنذ جيل التأسيس ـ الذي كافح بصبر وأناة ليجد للجمهورية الإسلامية الموريتانية موطئ قدم مستحق بين أشقائها ف