أكدت صحيفة “موندافريك” الفرنسية المهتمة بالشأن الإفريقي أن “العلاقات بين موريتانيا وجبهة بوليساريو لم تعد اليوم في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على ما كانت عليه من حميمية وتفاعل أثناء حكم سلفه محمد ولد عبد العزيز”.
لم تخرج الساحة السياسية الموريتانية لحد الآن من سكرة وتبعات انتخابات يونيو 2019 الرئاسية؛ فما تزال الأوراق مختلطة، حيث لم يتضح بشكل مفصل المسار السياسي للنظام الجديد، وإن كان الوصل قد انصرم بعض الشيء بين الرئيس الغزواني وسلفه محمد ولد عبد العزيز الذي بدأ التحول من صديق سابق لمعارض وخصم للنظام.
محمد ولد الشيخ الغزواني هو الشخصية الأبرز في موريتانيا خلال العام المنصرم (2019)، حين فاز بالانتخابات الرئاسية ونجح في تطبيع العلاقة بين المعارضة والسلطة، وفي النهاية خرج منتصراً من المعركة السياسية مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ولكن تحديات كثيرة تنتظر الرجل خلال العام الجديد (2020).
بعد مرور أقل من ستة أشهر على انتخابه، أحكم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني قبضته على السلطة، مهمّشا سلفه ومعلّمه السابق محمد ولد عبد العزيز، العسكري السابق الذي حكم موريتانيا على مدى عشر سنوات.
مع أن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز قد أبعد عن السلطة وعن الحزب الحاكم، فإن ملف تسييره السابق للبلد لم يطو لحد الآن، حيث تتواصل المطالبات بإجراء تحقيقات مالية في فتره حكمه لموريتانيا التي استمرت ما بين 2009 و2019، والتي يرى خصومه أنها فترة طبعها الفساد ونهب الممتلكات العامة.
زادت التصريحات التي أدلى بها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فجر الجمعة، من شدة الأزمة التي فجرها هو نفسه بمحاولته، قبل شهر من الآن، الهيمنة على الحزب الحاكم عكساً لإرادة الرئيس المنتخب الشيخ الغزواني وأنصاره.
توقعت مصادر مقربة من دوائر صنع القرار بموريتانيا عقد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى أول اجتماع موسع مع رؤساء المجالس الجهوية منذ تشكيل الحكومة الحالية، بغية وضع الترتيبات اللازمة للانطلاقة الفعلية لمشاريع التنمية مع بداية العام الجديد.