لن يحمّله أحد فوق طاقته، ولن يطلب منه اجتراح المعجزات، وفعل ما لا يقدر في الظرف الحالي على فعله. وسيندر جدا أن يوجد من يقول له إن واجبه يحتم عليه الذهاب فورا لإخماد كل، أو بعض الحرائق التي تشتعل على طول المساحة الممتدة من بنغازي إلى نواذيبو.
عاد لواجهة الأحداث قليلا يوم أمس ملف محمد ولد عبد العزيز الذي حكم موريتانيا خلال العقد الماضي والخاضع منذ أكثر من شهرين لتحقيقات شرطة الجرائم الاقتصادية والمالية، وذلك بعد إصدار حراك لم يكن معروفا يحمل شعار نصرة المظلومين، لبيان مساندة للرئيس السابق وتعريض بنظام الرئيس الغزواني.
في إطار إجراءاتها المصاحبة لإعادة تنشيط وتنظيم المعبر الحدودي الرابط بين المغرب وموريتانيا، أمهلت السلطات المغربية أصحاب العشرات من السيارات المركونة في منطقة الكركرات 48 ساعة للدخول إلى موريتانيا أو سحبها بالقوة إلى داخل المغرب، وتطبيق إجراءات المصادرة بشأنها.
“ما يهمنا هو ألا يسد معبر الكركرات وأن تصل إلينا التموينات وأن نتمكن من التصدير”، بهذه الكلمات لخص محمد سالم ولد محمد بائع خضروات في سوق المغرب بنواكشوط لـ” القدس العربي” صباح الثلاثاء، نظرة الموريتانيين للأزمة الدائرة حاليا بين المغرب والبوليساريو على حدود موريتانيا مع الصحراء الغربية.
تنشغل السلطات الموريتانية كبير الانشغال بالوضع المتأزم على حدودها الشمالية، وبالذات على مستوى منفذ الكركرات حيث تؤكد المعلومات الواصلة من المنطقة الحدودية أن حشوداً عسكرية كبيرة مغربية وصحراوية باتت مرئية على مستوى المنطقة العازلة المحاذية للحدود الموريتانية الصحراوية.
أعلن السجناء السلفيون الموريتانيون في رسالة للرئيس الموريتاني وجهها واحد وعشرون منهم أمس «عن كامل ندمهم على ما اقترفوه في السابق، مادين الأيدي للصلح مع مجتمعهم المسلم».
يتجه الوضع في الصحراء الغربية إلى التعقيد، حسب ما أكده بيان الاجتماع الطارئ للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، الذي أعلنت فيه الجبهة يوم السبت عن حالة الطوارئ، ودعت فيه الشعب الصحراوي إلى التسلح بأعلى درجات اليقظة والتجند لمواجهة كافة الاحتمالات عبر كل تواجداته ومؤسسات الحركة والدولة».
تواصلت في موريتانيا أمس ضغوط كبار الساسة والمدونين على الرئيس الغزواني من أجل التصرف والتعامل بقوة مع إغلاق البوليساريو لمنفذ الكركرات الحدودي الضار، حسب الضاغطين بمصالح موريتانيا، حيث تعبر منه وارداتها الغذائية القادمة من المغرب، وتعبر منه صادراتها السمكية الموجهة نحو أوروبا عبر المغرب.
لم تهدأ لحد الآن أنشطة الاحتجاج على الأنشطة المضادة لتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسيئة للإسلام، حيث سمحت السلطات بتنظيم تظاهرة كبرى بعد صلاة الجمعة تشارك فيها الفعاليات السياسية والدينية والشعبية الموريتانية من كافة الاتجاهات.